
تعيش مدينة تازة في الآونة الأخيرة على وقع سلسلة من الحوادث المقلقة جراء تزايد هجمات الكلاب الضالة، التي باتت تهدد أمن وسلامة الساكنة بشكل خطير. آخر هذه الحوادث وقع مساء الخميس 18 شتنبر الجاري، عقب صلاة العشاء، بالقرب من مسجد بأم القرى، حيث تعرض خمسة مواطنين لعضات كلاب ضالة تسببت لهم في جروح بليغة على مستوى الأطراف.
وحسب المعطيات المتوفرة، فقد نُقل المصابون إلى مستشفى بن باجة الإقليمي لتلقي العلاج، غير أن ذويهم اضطروا لاقتناء الحقن والمضادات الحيوية من خارج المستشفى، بسبب غيابها في قسم المستعجلات. وتشير تقديرات أولية إلى أن عدد الضحايا الذين تعرضوا لعضات الكلاب الضالة خلال الأيام الأخيرة قد تجاوز الأربعين حالة، ما يعكس حجم الأزمة وتداعياتها المتنامية على الصحة والسلامة العامة.
وفي هذا السياق، أصدر فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتازة بياناً شديد اللهجة، عبّر فيه عن “قلقه البالغ إزاء هذه الوضعية التي تُعتبر إخلالاً واضحاً بحقوق المواطنين في السلامة الجسدية والأمن داخل الفضاءات العامة”.
الجمعية حمّلت المسؤولية كاملة للسلطات المحلية والجماعات الترابية، معتبرة أن تقاعسها عن اتخاذ التدابير اللازمة للحد من انتشار الكلاب الضالة يمسّ بواجباتها القانونية والأخلاقية. كما طالبت الجهات المختصة بالتدخل الفوري عبر خطة استعجالية لحماية الساكنة، تشمل جمع الكلاب الضالة، وتوفير العلاج واللقاحات الضرورية للضحايا، فضلاً عن اتخاذ إجراءات رادعة في مواجهة أي تقصير أو إهمال.
ودعت الجمعية المواطنين إلى التحلي باليقظة والحذر، والتعاون مع السلطات المحلية لتأمين الفضاءات العامة، وحماية الفئات الهشة، وفي مقدمتها الأطفال والنساء.
وختم البيان بالتأكيد على أن “حماية حياة وسلامة المواطنين حق أصيل وواجب دستوري وحقوقي، وأي تقصير في ذلك يشكل انتهاكاً صارخاً لمبادئ حقوق الإنسان الأساسية”.




