مجتمع

العثور على يد بشرية داخل شقة يطيح بطالب طب سابق في قضية مثيرة بالقنيطرة، متورط بها طبيب من تازة

في واقعة صادمة هزت الرأي العام، أحالت النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بالقنيطرة، مساء الأحد الماضي، طالبًا سابقًا بكلية الطب بإسبانيا على وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية، وذلك عقب انتهاء أبحاث استمرت ثلاثة أيام بمقر الفرقة الجنائية التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن القنيطرة.

وجاءت هذه الإحالة في إطار التحقيق في قضية تتعلق بحيازة الطالب المذكور ليد بشرية محفوظة داخل قنينة زجاجية، إضافة إلى حيازته لمحتويات رقمية ذات طابع إباحي لقاصرين، وهو ما دفع النيابة العامة إلى تحريك المتابعة وفقًا لأحكام المادة 31 من قانون التبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية، إلى جانب مخالفات خطيرة تتعلق بالأخلاق العامة وحماية الطفولة.

ووفق ما أوردته صحيفة «الصباح» في عددها الصادر يوم الخميس 26 يونيو 2025، فقد كشف المشتبه فيه، خلال مراحل البحث، أن اليد البشرية تم تسليمها له من طرف طبيب كان يزاول مهامه بمدينة تازة. غير أن التحقيقات التي باشرتها السلطات الأمنية بتنسيق مع الأمن الجهوي بالمدينة نفسها، بيّنت أن الطبيب المعني وافته المنية منذ عامين، ليجري الاستماع إلى مساعدته، التي أكدت بدورها تسليم اليد إلى الطالب المذكور.

وفي هذا السياق، ينص القانون المغربي المتعلق بالتبرع بالأعضاء على معاقبة كل من قام بأخذ عضو بشري خارج المستشفيات العمومية المعتمدة بالحبس من سنتين إلى خمس سنوات، وغرامة مالية تتراوح بين 50 ألف درهم و500 ألف درهم، مع تحميل مدير المؤسسة الصحية الخاصة المسؤولية الجنائية في حالة ثبوت التورط.

وقد أمر الوكيل العام للملك بإحالة اليد البشرية إلى معهد باستور من أجل إخضاعها للتشريح الطبي، بهدف تحديد هوية صاحبها أو صاحبتها، والوقوف على المدة الزمنية التي قضتها داخل القنينة، بعدما صرح المتهم بأنه يحتفظ بها منذ خمس سنوات.

وبعد التأكد من عدم اختصاص النيابة العامة بمحكمة الاستئناف في شق من الملف، جرى إحالة القضية إلى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالقنيطرة، والذي قرر بدوره عرض المتهم على قاضي التحقيق، ليتم وضعه تحت تدابير الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي، في انتظار تعميق التحقيقات التفصيلية، لا سيما المتعلقة بحيازة تسجيلات إباحية لأطفال، وكذا فحص محتويات كاميرا تم حجزها داخل شقة المتهم الواقعة عند ملتقى شارعي محمد الخامس وطارق بن زياد.

وحسب مصدر قريب من مجريات البحث، فقد أسفرت عمليات التفتيش عن حجز مجموعة من الأدوات الطبية، من بينها مقصات ومشارط جراحية، إضافة إلى الصندوق الخشبي الذي يحتوي على القنينة الزجاجية وبداخلها اليد البشرية، إلى جانب عدد من الأقراص المدمجة التي تحمل مواد إباحية محظورة.

ويعود اكتشاف اليد البشرية إلى لحظة تنفيذ حكم بالإفراغ لفائدة مالكي الشقة، حيث جرى كسر الأقفال بحضور مفوض قضائي بعد اختفاء المتهم عن الأنظار، وعدم أدائه السومة الكرائية، لتفاجأ زوجة المالك بالصندوق المشبوه.

وبعد يوم من التحريات، تمكنت الفرقة الجنائية من إيقاف المشتبه فيه بضواحي مدينة المحمدية، حيث جرى وضعه تحت تدابير الحراسة النظرية، ثم تمديدها مساء السبت الماضي لتعميق البحث.

ويشار إلى أن الموقوف، البالغ من العمر حوالي ثلاثين سنة، هو ابن صاحب مصحة خاصة معروفة بعاصمة الغرب، وكان يعيش بمفرده في الشقة رفقة كلبه، وقد عُرف عنه اهتمامه بالحيوانات الضالة، في حين سبق أن دخل في نزاعات متكررة مع سكان الإقامة بسبب تربيته للكلب داخل الشقة الكائنة بالطابق السادس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى