إعداد التلميذة: آية الدخيسي
وتأطير الأستاذ: المصطفى برعيش
تعتبر النفايات المنزلية من أخطر القضايا البيئية التي تهدد المجالات الحضرية على الصعيد المحلي والوطني والعالمي، ولا تكاد تسلم أحياء الجماعة الترابية تازة من هذه المشكلة، الأمر الذي يتسدعي ضرورة دراستها وتقييم تدبيرها الجماعي عبر الوقوف على مدى نجاعة الأساليب المتبعة في عمليات جمعها ونقلها والتخلص النهائي منها.
وقد اعتمدنا في جمع المعطيات الخاصة بهذه الدراسة على الملاحظة المباشرة في الميدان، وإجراء سلسلة من المقابلات مع بعض المسؤولين والمختصين، والبحث في مختلف المصادر المتاحة.
النفايات المنزلية بجماعة تازة بين تعدد المظاهر وتحدي التدبير المستدام
تعاني مدينة تازة مثلها مثل باقي المدن المغربية من تراكم النفايات الصلبة، حيث يصل مجموع النفايات بالمغرب إلى حوالي 6 ملايين طن سنويا ومن المتوقع أن يصل إلى 10 ملايين طن سنويا بحلول سنة 2030، فهذه الأرقام تنذر بخطر حقيقي سيواجه المغرب.
وسيؤثر سلبا على مختلف الأنظمة البيئية وعلى صحة المواطن المغربي والتازي خاصة، فنحن أمام تحدي كبير في حكامة إدارة النفايات المنزلية الصلبة. وتصل كمية النفايات التي يتم تجميعها يوميا بمدينة تازة خلال فصل الشتاء 9,5 طن بينما خلال فصل الصيف تبلغ 140 طنا يوميا.
النفايات المنزلية بجماعة تازة تنوع الأسباب وقصر الجهود
أشار السيد خروبة عبد الفتاح بصفته رئيسا للأشغال والبيئية في جوابه عن السؤال الخاص بالأسباب الكامنة وراء مشكلة النفايات المنزلية بالجماعة الترابية تازة إلى أن تراكم النفايات يرجع أساسا إلى زيادة النمو السكاني، والزحف العمراني وارتفاع الاستهلاك لدى المواطن، والاعتماد على مواد غير قابلة للتحلل، وعدم احترام أوقات مرور شاحنات تجميع النفايات من طرف الساكنة، إضافة إلى ضعف الوعي البيئي لدى بعضهم
وأكد أنه تم إنشاء مطرح إقليمي على بعد 13 كيلومتر من المدينة على مستوى جماعة مكناسة الشرقية، والتعاقد مع شركة خاصة لتدبير النفايات للقضاء على النقط السوداء. وتنقية الوديان الحضرية لتحسين جمالية المدينة، والحفاظ على التنوع البيولوجي في بعض الأنظمة البيئية على مستوى الإقليم، والقيام بحملات توعوية للساكنة والتلاميذ من داخل المدارس للرفع من منسوب الوعي البيئي لدى المجتمع المدني
النفايات المنزلية بجماعة تازة بين تعدد المخاطر وسبل حل الأزمة
تتزايد كميات النفايات في أنحاء العالم مع مرور الوقت مما يؤدي إلى التأثير على البيئة وهي العنصر الأهم بالنسبة للكائنات الحية، بحيث يؤدي تدمير البيئة إلى التأثير على جميع أنساقها، بما في ذلك الإنسان، وفي مقابلة مع السيد محمد طبازة مدرس مواد الاجتماعيات والباحث ضمن مختبر المجال التاريخ الدينامية والتنمية المستديمة بالكلية متعددة التخصصات بتازة تم التأكيد هول المخاطر الناجمة عن هذه القضية البيئية والتي يمكن عرضها على سبيل المثال في مايلي:
– تشويه منظر للمدينة
– انبعاث الرائحة الكريهة في الجو.
– التأثير على النظام الحيوي في المنطقة التي تتجمع فيها النفايات، وذلك عبر استجلاب القوارض والحشرات
– تلويث المياه الجوفية نتيجة تسرب المواد السامة مع مياه . التساقطات
– زيادة حجم انبعاث الغازات السامة المسببة للاحتباس الحراري كالميثان وثاني أكسيد الكربون
– انسداد قنوات تصريف المياه والتسبب في الفيضانات .
– تكاثر الجراثيم والبكتيريا الضارة المسببة للأمراض الجلدية والتنفسية.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فإنه يمكن أن تتسبب مدافن النفايات في تلويث مياه الشرب إذا لم تبن بالطرق المناسبة. كما أن الترميد غير المناسب أو ترميد مواد غير ملائمة . يسفر عن إفراز ملوثات في الهواء ومخلفات الرماد. ويمكن أن يؤدي ترميد المواد التي تحتوي على الكلور إلى توليد الديوكسينات والفيورانات، وهي من المواد التي تسبب السرطان لدى البشر وتم الكشف عن علاقة بينها وبين طائفة واسعة من الآثار الصحية الضارة.
و يمكن أن يؤدي ترميد المعادن الثقيلة أو المواد التي تحتوي على معادن ثقيلة ولا سيما الرصاص والزئبق والكادميوم) إلى انتشار معادن سامة في البيئة. ولذلك لا ينبغي ترميد المواد التي تحتوي على الكلور أو المعادن”.
وقد خلصت الدراسة إلى أن عملية جمع النفايات في المدينة ونقلها لا تُجرى بالكفاءة المطلوبة نظرا لنقص الإمكانات والمعدات المتاحة لدى شركة النظافة، وعدم كفايتها لتتناسب مع عدد سكانها. وتُجرى أعمال نظافة بالمدينة عن طريق جمع النفايات في حاويات وتحميلها مباشرة في شاحنات النقل. بالإضافة إلى جمعها أحيانا في بعض الأماكن الخالية. كما أنه لا يوجد توافق في بعض الأوقات بين إخراج المواطنين لنفاياتهم مع وقت مرور شاحنات النقل، بالإضافة إلى عدم وجود متابعة ميدانية مستمرة الأعمال الجمع.
وأما التخلص النهائي من النفايات فتجرى بطريقة تقليدية، وهي الرمي في مقلب مكشوف داخل مخطط المدينة، ثم الحرق والردم، ولكن بعد تضرر السكان وكثرة شكواهم أغلق مكب جوليان وخصص مكان آخر شرق المدينة يبعد ب 13 كم تقريبا، غير أن السؤال الذي يطرح في هذا الصدد يتعلق بمدى مطابقته للمعايير والشروط البيئية والصحية المتعارف عليها عالميا.
وعلى العموم فإننا نؤكد في ختام هذا المقال على أن مسألة تدبير قضية النفايات المنزلية بكل أنواعها تقتضي ضرورة تكامل جهود جميع الأطراف دولة وأفرادا ومجتمعا مدنيا، لأنها مسؤولية مشتركة، وفي هذا الصدد تقترحالتوصيات التالية:
– توعية المواطنين بمخاطر النفايات المنزلية على الصحة وعلى البيئة عن طريق الحملات التحسيسية من أجل الابتعاد عن السلوكيات السلبية التي يقومون بها كرمي الأزبال في الأماكن غير المخصصة لها :
– تنشئة التلاميذ على النظافة ورفع الوعي البيئي لديهم بخطورة النفايات المنزلية
– خلق جمعيات مدنية للنهوض بنظافة الأزقة
– وضع النفايات في أكياس بلاستيكية وغلقها جيدا مع التأكد من أنها لا تحتوي على أية ثقوب.
– منع الإحراق العشوائي للنفايات
– توفير العدد الكافي من الحاويات المخصصة لرمي النفايات المنزلية داخل التجمعات المنزلية لتتسع لاستيعاب كمية كبيرة من النفايات خلال كامل اليوم
– جمع النفايات المنزلية من طرف عمال النظافة المكلفين بالتخلص منها مرتين يوميا بدل مرة واحدة لتجنب تكاثرها خارج مكبات النفايات
– توفير عدد كاف من حاويات النفايات مع تفعيل عملية فرز النفايات إلى مواد عضوية مواد بلاستيكية، مواد زجاجية أوراق وإعادة تدويرها.
سلامة الأنظمة البيئية مسؤولية جماعية