الثقافية

تازة تحتفي بالفيلم المغربي “طحالب مُرّة” في أمسية سينمائية مميزة

في أجواء فنية راقية ووسط حضور وازن من مثقفين ونقاد وفنانين وطلبة وعشاق الفن السابع، احتضن مسرح معهد الموسيقى والفن الكوريغرافي بتازة، مساء الأحد 26 أكتوبر 2025، عرض ومناقشة الفيلم السينمائي الجديد “طحالب مُرّة” للمخرج إدريس شويكة، وذلك في إطار أمسية سينمائية نظمها منتدى أجيال للثقافة والتنمية بتازة، بشراكة بين الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، وبتعاون مع المندوبية الإقليمية للثقافة بتازة.

الفيلم، الذي يصنف ضمن الأعمال الاجتماعية الدرامية، يرصد حياة قرية ساحلية تعتمد على جمع الطحالب والصيد البحري، ليعكس بعمق واقعها الاقتصادي والاجتماعي الصعب، من خلال قصة مؤثرة لشخصية “هنية” التي تجد نفسها في مواجهة قاسية بعد اختفاء زوجها في ظروف غامضة، وصراعها مع أخ الزوج حول الإرث، وسط تحديات الفقر والذكورية والتهريب.

ويعالج العمل قضايا متعددة من بينها الإرث، والتعليم، ومعاناة المرأة القروية، والطفولة المهمشة، ضمن تسلسل درامي يجمع بين الواقعية القاسية والرمزية المكثفة، مقدماً رؤية إنسانية تتجاوز حدود القرية لتلامس قضايا مجتمعية أوسع.

في كلمة له بالمناسبة، أكد المخرج إدريس شويكة أن الفيلم “يُجسد معاناة المرأة المغربية، خاصة في المناطق المهمشة”، مشيراً إلى أن هذا العمل الفني، الذي تم تصويره بمدينة الجبهة الساحلية ذات الطبيعة الخلابة، “يشكل دعوة للتأمل في القيم الاجتماعية والحقوقية، ويبرز الحاجة إلى الوعي بكرامة المرأة ودورها في بناء الأسرة والمجتمع”.

من جهته، صرّح منصف العمري، رئيس منتدى أجيال للثقافة والتنمية بتازة، أن تنظيم هذا العرض يندرج في إطار الانفتاح الثقافي الذي يعرفه المنتدى على مختلف التعبيرات الفنية والإبداعية، مشيراً إلى أن “السينما تظل وسيلة فعالة لتجسيد الواقع، وتحفيز النقاش حول القضايا الاجتماعية والثقافية الراهنة”. كما أكد أن المنتدى يسعى من خلال هذه المبادرات إلى جعل تازة فضاءً حيوياً للنقاش الفني والإبداعي، وإلى دعم المبدعين المغاربة وتشجيع الجمهور المحلي على التفاعل مع الفن السابع.

أما الكاتب شوقي حمداني فقد تولى كتابة السيناريو، فيما أنتجت الفيلم شركة D&R Productions بشراكة مع فاضل شويكة ورقية بنحدو، وشارك في بطولته إلى جانب يسرى بوحموش كل من ماجد لكرون، صفاء خاتمي، خديجة عدلي، ومحمد بوصبع.

اللقاء الفني، الذي أدارته باحترافية الدكتورة مريم خراج، شهد نقاشاً مفتوحاً مع المخرج وضيوف اللقاء حول راهنية السينما المغربية ودورها في نقل هموم المجتمع وتغذية الوعي الجمالي والثقافي، حيث عبّر الحضور عن إعجابهم بالمستوى الفني للفيلم وبالقيمة الإنسانية التي يحملها.

واختُتمت الأمسية بتكريم رمزي للمخرج إدريس شويكة تقديراً لمسيرته الغنية وإسهاماته المتميزة في تطوير المشهد السينمائي الوطني، في مبادرة اعتبرها المنظمون عربون وفاء للفن الجاد والهادف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى