المحلية

تازة تحتضن مهرجاناً خطابياً حاشداً لحزب الاستقلال تحت شعار “تخليق العمل السياسي رافعة أساسية لتنمية حقيقية للمغرب الصاعد” +صور وفيديوهات

تقرير: محمد حارص -بدر العمراوي

تازة – احتضنت مدينة تازة، يوم السبت 25 أكتوبر 2025، مهرجاناً خطابياً تواصلياً حاشداً نظمه حزب الاستقلال تحت شعار “تخليق العمل السياسي رافعة أساسية لتنمية حقيقية للمغرب الصاعد”، بحضور الأمين العام للحزب نزار بركة وعدد من قياديي اللجنة التنفيذية، وفعاليات سياسية وتنظيمية وحقوقية من مختلف مناطق الإقليم.

وشهد اللقاء حضور شخصيات وازنة من الحزب، من بينها عبد الجبار الراشيدي رئيس المجلس الوطني للحزب وكاتب الدولة المكلف بالإدماج الاجتماعي، وعبد الصمد قيوح وزير النقل واللوجستيك، وعمر حجيرة كاتب الدولة المكلف بالتجارة الخارجية، وعلال العمراوي رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب، وعبد السلام اللبار رئيس الفريق ذاته بمجلس المستشارين، وعبد المجيد الفاسي نائب رئيس مجلس النواب، إلى جانب عبد الواحد الأنصاري رئيس مجلس جهة فاس-مكناس، ومنير شنتير رئيس مجلس جماعة تازة والنائب البرلماني عن الحزب بالإقليم، فضلاً عن عدد من البرلمانيين، ورؤساء الجماعات، ومنتخبات ومنتخبي الحزب، وأطره ومناضليه.

في كلمته خلال المهرجان، أشاد الأمين العام نزار بركة بالقوة التمثيلية لحزب الاستقلال في إقليم تازة الذي يضم 135 مستشاراً جماعياً، موجهاً شكره لساكنة الإقليم على ثقتها في الحزب ومنتخبيه. كما توقف عند الظرفية الوطنية التي يتزامن معها اللقاء، في ظل اقتراب اجتماع مجلس الأمن حول الصحراء المغربية، وتخليد الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، مؤكداً أن الاعتراف الدولي المتزايد بمغربية الصحراء يكرس نجاح الدبلوماسية المغربية بقيادة جلالة الملك محمد السادس.

ودعا بركة إلى وحدة وطنية صلبة وجبهة داخلية متماسكة لمواصلة تعزيز المكتسبات الوطنية، مشيراً إلى أن “الصراع المفتعل حول الصحراء المغربية لن يطول، وسيمهد الطريق لإحياء المغرب العربي وخلق سوق اقتصادية كبرى تضم 100 مليون نسمة”.

وانتقل بركة للحديث عن التحديات التنموية، مستشهداً بمضامين الخطاب الملكي الأخير الذي ركز على ضرورة القضاء على الفوارق المجالية والاجتماعية، قائلاً: “لا مكان اليوم ولا غداً لمغرب يسير بسرعتين”.
وأكد أن التنمية الحقيقية تقتضي سياسة قائمة على النتائج الملموسة، موضحاً أن ثلاث جهات فقط تساهم بـ60% من الناتج الداخلي الخام، ما يستدعي تفعيل برامج تنموية عادلة تشمل جميع الأقاليم.

واستعرض الأمين العام معطيات مالية دالة، مبرزاً أن مشروع قانون المالية لسنة 2026 خصص 140 مليار درهم لقطاعي التعليم والصحة، أي ثلاث مرات ميزانية تنظيم كأس العالم، مشدداً على أن “المشكل ليس في حجم الاستثمارات، بل في الحكامة والنجاعة في التنفيذ”.

وأكد بركة أن الحكومة تعمل على وضع خريطة صحية وطنية وجهوية لتقريب الخدمات من المواطنين، مع تحفيز الأطباء على الاشتغال في القطاع العمومي ورفع أجورهم بنسبة 30%، إضافة إلى استقدام أطباء من الخارج لسد الخصاص.
وفي حديثه عن إقليم تازة، نبه إلى أن نسبة البطالة تبلغ 29%، وأن بعض المناطق مثل بويبلان تسجل نسب فقر مرتفعة تصل إلى 49%، داعياً إلى تجاوز السياسات التقليدية عبر برامج تنموية مندمجة تشمل البنيات التحتية والتعليم والصحة والربط بالإنترنت.

وتطرق الأمين العام إلى التحديات البيئية والمائية، مؤكداً أن الجفاف والتغيرات المناخية أثرت بشدة على الإقليم، حيث انخفضت حصة الفرد من المياه إلى 200 متر مكعب سنوياً مقابل 650 على الصعيد الوطني، مشدداً على أهمية تبني فلاحة مستدامة غير مستهلكة للماء.

وشجع بركة المستثمرين على التوجه نحو تازة، مبرزاً أن ميثاق الاستثمار الجديد يمنح دعماً يصل إلى 10% للمشاريع المنجزة بالإقليم، لما له من موقع استراتيجي يربط الرباط بوجدة، مع قربه من مشروع الطريق السيار جرسيف–الناظور، الذي سيمكن من تقليص مدة السفر بين تازة والناظور إلى ساعتين فقط.
كما دعا إلى تطوير السياحة القروية والإيكولوجية والاستثمار في مقومات تازة الطبيعية والتاريخية، مبرزاً أهمية إشراك المجتمع المدني في استثمار هذه المؤهلات.

وفي ختام عرضه، أعرب الأمين العام عن تخوفه من ضعف المشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة، مؤكداً أن “مصداقية المؤسسات المنتخبة والحكومة المقبلة ستكون على المحك”، لكونها ستشرف على مفاوضات حاسمة بشأن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، داعياً إلى تعبئة وطنية لإنجاح هذه الاستحقاقات.

من جانبه، أكد منير شنتير، رئيس مجلس جماعة تازة، أن المدرسة الاستقلالية علمت أبناءها أن “الكرامة والعدالة ليست شعارات بل حقوق واجب تحقيقها”، مشيداً بحصيلة الحزب بالإقليم وبثقة الساكنة فيه، ومؤكداً أن العمل السياسي “مسؤولية أخلاقية ووطنية قبل أن يكون تنافساً انتخابياً”.

واختُتمت فعاليات المهرجان بتكريم عدد من مناضلات ومناضلي الحزب بإقليم تازة الذين قدموا خدمات جليلة للحزب وللقضية الوطنية، حيث سلم الأمين العام نزار بركة بمعية أعضاء اللجنة التنفيذية دروعاً تذكارية تقديراً لعطاءاتهم وإخلاصهم لقيم ومبادئ حزب الاستقلال.

عرف المهرجان الخطابي لحزب الاستقلال بمدينة تازة إقبالاً جماهيرياً واسعاً، حيث امتلأت القاعة عن آخرها بحضور المئات من المواطنات والمواطنين، إلى جانب مناضلات ومناضلي الحزب من مختلف جماعات الإقليم.

وتخللت فقرات اللقاء لحظات تصفيق وهتافات مؤيدة لرسائل الأمين العام، التي تفاعل معها الحضور بحماس، خاصة عند حديثه عن تنمية الإقليم ومكانته في النموذج التنموي الجديد.

كما ساد اللقاء تنظيم محكم وأجواء وطنية صادقة عكست عمق الارتباط بين الحزب وساكنة تازة، في مهرجان تواصلي أكد مجدداً حضور حزب الاستقلال القوي في المشهد السياسي المحلي والجهوي، واستعداده لمواصلة مسار الإصلاح والبناء خدمة للوطن والمواطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى