الثقافية
تازة: عرض فيلم “نوح لا يعرف العوم” في لقاء سينمائي مميز بحضور الأخوين رشيد وهشام الوالي + صور وفيديو

تقرير: محمد حارص، تصوير و مونتاج: محمد علام
في أجواء فنية وثقافية راقية، احتضنت قاعة العرض التابعة للمعهد الموسيقي وفن الكوريغرافيا بتازة، مساء يوم الأربعاء الماضي، لقاءً سينمائياً مميزاً نظمه النادي السينمائي لمنتدى فريواطو للسينما والثقافة والإبداع، بشراكة مع المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة بتازة وبدعم من الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب، وذلك ضمن برنامج المنتدى الرامي إلى ترسيخ ثقافة الصورة والسينما وتعزيز الحضور الفني بالمدينة.
اللقاء، الذي عرف حضوراً جماهيرياً كبيراً ضم عشاق الفن السابع وفاعلين ثقافيين، تميز بعرض الفيلم السينمائي الطويل “نوح لا يعرف العوم” لمخرجه رشيد الوالي، بحضور المخرج نفسه وشقيقه الفنان هشام الوالي الذي تولى تقديم العمل والتعريف بخلفياته الفنية والإنسانية.
بعد العرض، فُتح نقاش نقدي مستفيض حول التجربة السينمائية للمخرج رشيد الوالي، بمشاركة كل من الدكتور مصطفى الويزي، أستاذ باحث في الصورة والإعلام، والدكتور بوجمعة العوفي، شاعر وناقد فني، فيما أدارت اللقاء باقتدار نجاة أبركان، عضوة المكتب التنفيذي لمنتدى فريواطو. وقد شكّل النقاش مناسبة لتفكيك الرموز والدلالات الجمالية التي يحملها الفيلم، وما يطرحه من قضايا إنسانية عميقة تتقاطع فيها الأسئلة الوجودية والاجتماعية والنفسية.
الفيلم الذي جاء في قالب درامي مؤثر، قدّم رؤية بصرية وإنسانية حول الإعاقة، الحب، والألم، والتطهر من الماضي، من خلال شخصية “نوح” الذي يعيش تحوّله الداخلي في مواجهة ذاته والعالم المحيط به. وكان المشهد الختامي الذي جمع “نوح” بابنه “عطيل” على شاطئ البحر، لحظة رمزية بليغة تختزل رحلة التطهير والانبعاث من جديد، إذ يتحول عنوان الفيلم في النهاية من “نوح لا يعرف العوم” إلى “نوح يعرف العوم”، في إشارة إلى الخلاص النفسي والتصالح مع الذات.
وقد أشاد الحاضرون بعمق التجربة السينمائية لرشيد الوالي، وبالقدرة التعبيرية التي جسدها العمل على مستوى الصورة والأداء والسيناريو، معتبرين أن الفيلم يقدم نهاية مختلفة بطعم التنمية الذاتية والأمل، تبتعد عن النهايات الكلاسيكية، وتفتح المجال لتأمل الإنسان في قدراته وطاقاته الإيجابية.
ويأتي هذا الموعد الفني في سياق جهود منتدى فريواطو لتفعيل المشهد السينمائي بتازة، وخلق فضاءات للتفاعل والحوار بين المبدعين والجمهور، بما يسهم في إغناء الفعل الثقافي والفني المحلي وإشعاع المدينة وطنياً.




