مجتمع

تلوث مياه الأودية يهدد ساكنة مطماطة وتاهلة بخطر صحي وبيئي

تشتكي ساكنة دواري إفران وعين السخون التابعين لجماعة مطماطة، إقليم تازة، من الوضعية المقلقة التي آل إليها الواد المحلي، بعدما كان في السابق منبعا للحياة ومصدرا أساسيا لمياه الشرب وتوريد الماشية وري المزروعات، ليتحوّل اليوم، بحسب تعبيرهم، إلى مصب لمخلفات مصفاة مياه الصرف الصحي، ما جعله غير صالح حتى لسقي البهائم.

وأشارت مصادر إعلامية إلى أنّ السكان عبّروا عن استيائهم العميق من صمت المجلس الجماعي والسلطة المحلية، معتبرين أن هذا الوضع ينذر بكارثة بيئية وصحية وشيكة، بفعل انتشار الأمراض والأوبئة التي تنقلها القوارض والحشرات التي استوطنت الواد الملوث.

وكانت الساكنة في وقت سابق تعتمد على مياه الواد لقضاء حاجياتها اليومية، من ري الأشجار والخضر إلى تزويد المواشي، غير أن المخاوف اليوم تزايدت من استعمال هذه المياه، حرصا على سلامة الأبناء والأراضي الفلاحية، التي يُتوقع أن تتحول قريبا إلى مستنقعات موبوءة بالأمراض الخطيرة.

وفي السياق ذاته، حذّرت المصادر نفسها من تلوث واد زرودان القريب من مدينة تاهلة، حيث لم يعد يبعد سوى بكيلومترين عن التجمعات السكنية، وقد تحول بدوره إلى مستنقعات ضحلة تنبعث منها روائح كريهة ساهمت في تلويث الأراضي الفلاحية المجاورة.

وما يزيد الوضع خطورة، وفق الشهادات ذاتها، هو لجوء عدد من الفلاحين إلى استعمال المضخات لجلب مياه الواد الملوثة من أجل سقي الخضر، التي يتم تسويقها في تاهلة والنواحي، رغم علمهم المسبق بخطورتها على صحة المستهلكين، نظرا لتشبعها بمواد عضوية مختلطة بمواد عالقة، قادرة على التسبب في أمراض مزمنة وخطيرة.

ويطالب سكان المنطقة ومعهم جمعيات مدنية بالتدخل العاجل للجهات الوصية، من أجل وضع حد لهذا التلوث البيئي، وإيجاد حلول عملية تضمن حقهم في بيئة سليمة ومياه نظيفة، كما يكفل ذلك الدستور المغربي والقوانين ذات الصلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى