تعيش ساكنة حي المحرف بمدينة تازة وضعاً مقلقاً بسبب الصعوبات المتزايدة في التنقل، جراء امتناع عدد من سائقي سيارات الأجرة، سواء من الصنف الأول أو الثاني، عن تقديم خدماتهم لسكان الحي، في مخالفة صريحة للقوانين المؤطرة للمهنة، وتجاهلٍ تام لحقوق المواطنين في التنقل.
ورغم أن حي المحرف يقع ضمن المجال الحضري لجماعة تازة، إلا أن الساكنة تجد نفسها مضطرة يومياً إلى قطع مسافات طويلة مشياً على الأقدام، أو دفع مبالغ مالية باهظة، لقاء خدمات نقل يفترض أن تكون ميسّرة ومضمونة.
في تصريحات متفرقة لجريدة محلية، عبر عدد من المواطنين عن استيائهم العميق من هذا الوضع، مؤكدين أن بعض سائقي سيارات الأجرة يرفضون التوجه إلى الحي بذريعة “بُعد المسافة” أو “تدهور حالة الطريق”، وهي مبررات وصفها المتضررون بغير المقبولة.
يقول أحد سكان الحي:
“نعيش عزلة حقيقية. حين نطلب سيارة أجرة، غالباً ما يُرفض طلبنا دون مبرر وجيه. وإن وافق السائق، فإنه يشترط مقابلاً مبالغاً فيه لا يتناسب مع قدرتنا كمواطنين بسطاء.”
ويضيف مواطن آخر:
“نُعاني الأمرّين عند قضاء حاجاتنا اليومية، سواء تعلق الأمر بزيارة الطبيب، أو إنجاز وثائق إدارية، أو حتى التسوق. الأمر أصبح لا يُطاق، ونحن نحس وكأننا خارج الخدمة الحضرية رغم انتمائنا لها.”
ووجّهت الساكنة نداءً عاجلاً إلى السلطات المحلية، وعلى رأسها عمالة إقليم تازة ومندوبية النقل، للتدخل العاجل قصد فتح حوار مع مهنيي القطاع، وتفعيل المراقبة لضمان التزام سائقي سيارات الأجرة بدفتر التحملات، الذي ينص بوضوح على ضرورة نقل المواطنين داخل المجال الحضري دون تمييز أو انتقائية.
كما طالب السكان بإصلاح الطرق المؤدية إلى الحي، ودمجه في شبكة النقل الحضري أو القروي، أو على الأقل تخصيص خط نقل منتظم يربط الحي بمركز المدينة، في احترام تام لكرامة المواطن وحقه في الولوج إلى خدمات النقل العمومي.