في مشهد ينتهك مبدأ تكافؤ الفرص ويقوض ركائز العدالة الاجتماعية، يُحرم أطفال دوار الخروبة التابع لجماعة اترايبة بإقليم تازة من حقهم الأساسي في التعليم الأولي، وذلك على بعد أشهر قليلة من الموعد الرسمي الذي أعلنت فيه الجهات المختصة عن تعميم هذا النوع من التعليم على المستوى الوطني بحلول سنة 2025.
وعبر أولياء أمور الأطفال عن استيائهم العميق من استمرار هذا التهميش الذي يطال أبناءهم، متسائلين عن أسباب حرمان دوارهم من هذا المرفق الحيوي، في وقت استفادت فيه معظم دواوير الجماعة من مشاريع التعليم الأولي، التي تُعتبر محطة تأسيسية مهمة في المسار الدراسي للأطفال.
ورغم النداءات المتكررة، لم يتم لحدود الساعة تشييد أو تخصيص أي قاعة لاستقبال أطفال الدوار، ما يُعد خرقًا واضحًا للحق الدستوري في التعليم، وحرمانًا غير مبرر لفئة من الأطفال بسبب موقعهم الجغرافي لا غير.
الساكنة تطرح أسئلة كثيرة لم تجد لها إجابات واضحة حتى الآن:
أين دور المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية في معالجة هذا الخلل؟
ما موقع السلطة المحلية في تتبع حاجيات الساكنة التربوية؟
لماذا لم يتم إدراج دوار الخروبة ضمن مشاريع الشراكة في مجال الطفولة المبكرة؟
أمام هذا الوضع، تُحذر الساكنة من عودة مظاهر النزوح نحو المدن، بحثًا عن ظروف مدرسية أفضل لأبنائهم، كما حدث في السنوات الماضية، حيث اضطرت العديد من الأسر إلى مغادرة الدوار لهذا السبب، فيما تُفكر أسر أخرى في اتخاذ نفس القرار.
ومع اقتراب انطلاق الموسم الدراسي الجديد، تُوجه ساكنة دوار الخروبة نداءً مفتوحًا إلى جميع المسؤولين، محليين وجهويين ووطنيين، من أجل تدارك هذا الإقصاء غير المفهوم، وتمكين أطفالهم من حقهم في ولوج التعليم الأولي أسوة بأقرانهم في مختلف مناطق المملكة.