حوادث

إقليم تازة في مواجهة الزواحف السامة: حملات تحسيسية واستنفار صحي عقب تسجيل وفيات بسبب لسعات ولدغات قاتلة

تازة على رأس الأقاليم التي تعرف نشاط قوي للزواحف السامة خاصة الثعابين والعقارب

في ظل الارتفاع المتزايد لدرجات الحرارة خلال فصل الصيف، يشهد إقليم تازة، على غرار عدد من المناطق المغربية، حالة استنفار لمواجهة خطر الزواحف السامة، من عقارب وأفاعٍ، التي باتت تشكل تهديدًا حقيقيًا لحياة الساكنة، خاصة في الوسط القروي. وتُظهر الإحصاءات الرسمية تسجيل حوالي 25 ألف حالة لسعة عقرب و500 حالة لدغة أفعى سنويًا على الصعيد الوطني، تحتل فيها أقاليم مثل تازة، بني ملال، أزيلال، وخنيفرة صدارة المناطق المتأثرة.

وقد سجل إقليم تازة، في الآونة الأخيرة، حالتي وفاة مأساويتين بسبب هذه الزواحف؛ الطفل “م.ب” المنحدر من جماعة غياثة الغربية، فارق الحياة متأثرًا بلسعة عقرب، فيما لقي رجل خمسيني بجماعة باب مرزوقة حتفه نتيجة لدغة أفعى سامة، وسط حزن واسع بين ساكنة المنطقتين ومطالب متزايدة بتكثيف التدخلات الاستباقية.

وفي استجابة لهذه الوضعية المقلقة، باشرت عمالة إقليم تازة، بتنسيق مع الجماعات القروية، حملات تحسيسية وتوعوية شملت توزيع منشورات، وتنظيم لقاءات مباشرة مع الساكنة لتحذيرهم من مخاطر الزواحف السامة، وأساليب الوقاية والتعامل السليم مع الإصابات. كما تم تنفيذ عمليات رش واسعة بالأدوية والمبيدات في الأودية والمناطق التي تُعرف بنشاط العقارب والأفاعي.

إلى جانب ذلك، كثّفت عناصر الوقاية المدنية تدخلاتها في مختلف ربوع الإقليم، استجابةً لنداءات المواطنين، حيث عملت على نقل المصابين بسرعة إلى أقرب المراكز الصحية وتقديم الإسعافات الأولية الضرورية.

فرغم المجهودات المبذولة، لا يزال توفر الأمصال المضادة لسم العقارب محدودًا، بسبب تعقيدات إنتاجه، في حين عمدت وزارة الصحة إلى تعزيز مخزون مصل الأفاعي بالمراكز الجهوية، ضمنها مراكز إقليم تازة، إلى جانب تنظيم دورات تكوينية للأطر الطبية وشبه الطبية حول بروتوكولات التدخل السريع.

ويرى خبراء البيئة أن تنامي هذه الظاهرة مردّه إلى التغيرات المناخية واختلال التوازن البيئي، حيث تزداد حركة العقارب والأفاعي في الأجواء الحارة، مما يدفعها لمغادرة جحورها بحثًا عن الظل أو الفرائس.

وإزاء هذا الواقع، توصي السلطات الصحية والبيئية ساكنة الإقليم باتخاذ إجراءات وقائية بسيطة لكنها فعّالة، مثل تفقد الأحذية والملابس قبل ارتدائها، ارتداء أحذية مغلقة أثناء التجول في الطبيعة، تنظيف محيط المنازل من الأعشاب والحجارة، والإسراع في التوجه إلى أقرب مركز صحي عند تسجيل أي حالة إصابة.

تبقى سلامة المواطنين أولوية قصوى، وتتطلب تضافر جهود السلطات، ووعي الساكنة، واستمرارية الحملات الوقائية والطبية، لضمان صيف آمن وخالٍ من المآسي في إقليم تازة وسائر المناطق المتأثرة عبر التراب الوطني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى