بلغ عدد المشاريع المنجزة في إطار برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم تازة، خلال الفترة ما بين 2005 و2025، أزيد من 1950 مشروعا بغلاف مالي يقدر بأزيد من مليار و350 مليون درهم، ساهمت فيه المبادرة بأزيد من مليار درهم.
وقدم هذه المعطيات رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم تازة، عزالدين لوكيلي، خلال لقاء نُظم أمس الاثنين، تخليدا للذكرى 20 لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بحضور على الخصوص، عامل عمالة إقليم تازة، مصطفى المعزة، ورئيس المجلس الإقليمي، ورئيس المجلس العلمي المحلي، ورؤساء المصالح الخارجية، والمنتخبين، وممثلي السلطات المحلية، وكذا عدد من الفاعلين الجمعويين والسوسيو-اقتصاديين.
وأوضح السيد لوكيلي، أن المرحلة الأولى من المبادرة (2005-2010) مكنت من إنجاز338 مشروعًا بقيمة مالية إجمالية بلغت 167 مليون درهم. مبرزا أن هذه التدخلات همت أساسا، برنامج محاربة الفقر بالوسط القروي، واستهدف 7 جماعات فقيرة بـ 96 مشروعًا (38 مليون درهم). برنامج محاربة الإقصاء الحضري، وهمّ أحياءً من تازة وتاهلة بـ 23 مشروعًا (أكثر من 25 مليون درهم). برنامج محاربة الهشاشة الذي خصص لـ8 فئات هشّة بـ37 مشروعًا (38 مليون درهم). البرنامج الأفقي، واستفادت منه جماعات غير مستهدفة مباشرة بـ182 مشروعًا (66 مليون درهم).
وأضاف أن المرحلة الثانية من المبادرة (2010 ـ2018) والتي تميزت بتوسيع قاعدة الاستفادة خلال هذه المرحلة، وتم تنفيذ برامج جديدة بتغطية ترابية ومجالية أوسع، حيث مكنت من إنجاز 828 مشروعًا باستثمار إجمالي فاق 822 مليون درهم. وهمت هذه المشاريع، محاربة الفقر القروي، الذي استفادت منه 15 الجماعة ترابية، بمجموع 270 مشروعًا (134 مليون درهم). محاربة الإقصاء الحضري واستهدف 5 أحياء، بمجموع 128 مشروعًا (102 مليون درهم). محاربة الهشاشة، 61 مشروعًا (38 مليون درهم). البرنامج الأفقي، 369 مشروعًا (158 مليون درهم). أما فيما يخص برنامج التأهيل الترابي، فقد عرف استثمارات ضخمة في البنيات التحتية والخدمات همت على الخصوص، الطرق: 154,1 مليون درهم، الماء: 42,46 مليون درهم، الكهرباء: 176,13 مليون درهم، التعليم: 10,64 مليون درهم، الصحة: 6,5 مليون درهم.
مضيفا أن المرحلة الثالثة من المبادرة (2019-2024) تميزت بمقاربة مندمجة ركزت على النهوض بالرأسمال البشري، والإدماج الاقتصادي للشباب وتقليص الفوارق الاجتماعية، موضحا أنه تم إنجاز ما مجموعه 784 مشروعًا.، بغلاف إجمالي يصل إلى 365 مليون درهم.
وأشار إلى أن هذه المرحلة مكنت، حسب البرامج، من انجاز مجموعة من المشاريع ضمن برنامج تدارك الخصاص في البنيات والخدمات الأساسية، بميزانية بلغت 51.7 مليون درهم، وركز على دعم النقل المدرسي وتوسيع الداخليات وتقليص الهدر المدرسي. فيما رصد لبرنامج مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، مبلغ 57 مليون و890 ألف درهم، من خلال إحداث مراكز للإيواء والتكفل الاجتماعي والصحي بالفئات المعوزة.
وبالموازاة مع ذلك، تم إنجاز 330 مشروعا لفائدة شباب الإقليم ضمن برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، بغلاف مالي يفوق 41 مليون درهم، في إطار منصات الشباب ودعم ريادة الأعمال، فيما شهد برنامج دعم الرأسمال البشري للأجيال الصاعدة إنجاز 377 مشروعا و77 عملية تدخل، ب 214 مليون و650 ألف درهم.
وفي كلمة بالمناسبة، أبرز عامل إقليم تازة، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، عبر مراحلها الثلاث، مكنت من إرساء تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة بمختلف جماعات إقليم تازة الذي يغلب عليه الطابع القروي، وذلك بفضل التدخلات المستهدفة التي حسنت بشكل كبير الظروف المعيشية للساكنة المحلية.
وأضاف أن المبادرة الوطنية في مرحلتها الثالثة كرّست بعدا استراتيجيا جديدا وضع الإنسان في قلب التنمية، ويراهن على الإدماج الاقتصادي والاجتماعي للفئات الهشة والشباب، مبرزا أن المشاريع المنجزة كان لها وقع ملموس على الفئات المستهدفة، لاسيما في المناطق القروية.
مضيفا أن تخليد الذكرى العشرين لإطلاق المبادرة يشكل مناسبة مواتية لتقييم نجاعة البرامج القائمة والتنويه بالمكتسبات المحققة، داعيا في هذا الصدد، مختلف الأطراف المعنية إلى مواصلة التزامهم، قصد تكريس تنمية بشرية منصفة وتضامنية ومستدامة عبر مجموع تراب بالإقليم.
وبخصوص مؤشر التنمية البشرية، فقد أشار المسؤول الإقليمي، أن برنامج الأمم المتحدة أصدر مؤخرا تقريره العالمي لسنة 2025، والذي تميز بتصنيف المملكة المغربية ضمن فئة الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة، وهو ما يعكس الجهود الوطنية المتواصلة وفي مقدمتها جهود المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي شكلت رافعة أساسية لتحسين مؤشرات الصحة والتعليم ومستوى العيش وتعزيز الادماج الاقتصادي والاجتماعي لمكافحة الفقر والهشاشة
وتميز هذا اللقاء الاحتفالي أيضا، بمداخلات عدد من أعضاء اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، وعرض أفلام وثائقية وتقديم شهادات تجسد لأمثلة ملموسة للمشاريع التي تم تنفيذها، مع تسليط الضوء على مساهمتها الكبيرة في تحسين الظروف المعيشية للساكنة المعنية.
وفي هذا السياق، تقاسم الفاعلون المحليون تجاربهم وأبرزوا المساهمة القيمة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في النهوض بالتنمية الترابية المندمجة والمنصفة، وخاصة في مجالات رئيسية من قبيل التعليم والصحة والإدماج الاجتماعي والاقتصادي للنساء وغيرها.
ويستمر الاحتفاء بالذكرى العشرين للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في إقليم تازة، من 20 إلى 23 ماي 2025، بتنظيم فعاليات منتدى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الخاص بحاملي مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وشركائها المؤسساتيين، بفضاء المعارض بمدينة تازة، وتدشين مركز تكوين وتأهيل المرأة بحي القدس بمدينة تاهلة، على أن تختتم هذه الأيام بفعاليات خاصة بالتفتح الرياضي والثقافي الخاص بمؤسسات الرعاية الاجتماعية بإقليم تازة.
TAZACITY
أرسل بريدا إلكترونيا
