مجتمع

شباب حديقة “20 غشت” بتازة بين مطرقة الإزالة وسندان البطالة: دعوات لتنظيم القطاع عوض تهميشه

 يعيش عدد من شباب مدينة تازة حالة من القلق وعدم اليقين، عقب توصلهم، يوم أمس، بقرار مفاجئ يقضي بإزالتهم من الفضاء الذي يمارسون فيه نشاطهم البسيط والموسمي داخل حديقة “20 غشت”، المعروفة محليًا بـ”الجردة البلدية”.

ويزاول هؤلاء الشباب منذ قرابة السنة نشاطًا ترفيهيًا يتمثل في توفير سيارات صغيرة للأطفال للتجول بها وسط ساحة الحديقة، لا سيما بجوار النافورة التي خُصصت لهم من قِبل السلطات المحلية في إطار مبادرة لتنظيم هذا النوع من الأنشطة، بعد أن كانوا يشتغلون سابقًا بشكل عشوائي في أرجاء متفرقة من الفضاء.

ورغم التحديات التي رافقت هذا التنظيم، فقد أبدى الشباب تجاوبًا إيجابيًا، ملتزمين بعدد السيارات المسموح به، ومراعين لراحة مرتادي الحديقة. إلا أنهم فوجئوا، في فترة تعد ذروة الموسم الصيفي، بقرار الإزالة، ما خلّف صدمة في صفوفهم، خصوصًا بعد استثمارهم مبالغ مالية مهمة في اقتناء سيارات جديدة، تراوحت قيمتها ما بين 3 آلاف و30 ألف درهم، غالبًا عبر الاستدانة.

وفي تصريح لأحد المتضررين، عبّر عن استيائه قائلاً: “نحن لا نرفض القانون، كل ما نطلبه هو العمل في إطار منظم وقانوني، يضمن لنا مورد رزق بكرامة، ويكفل لنا حقوقنا كما نؤدي واجباتنا”.

وتسلط هذه القضية الضوء على إشكالية أوسع تتعلق بندرة الفضاءات العمومية المخصصة للأطفال بمدينة تازة، حيث تُعد حديقة “20 غشت” من بين المساحات الخضراء القليلة المتاحة للساكنة، في ظل توسع المشاريع الخاصة على حساب المرافق العمومية. وهو ما يزيد من تفاقم وضعية الشباب الذين يعتمدون على أنشطة بسيطة كمورد للعيش.

ويأمل المعنيون أن تبادر السلطات المحلية إلى تبني حلول واقعية تراعي البعد الاجتماعي والاقتصادي، وتنهج سياسة تشاركية لتدبير الفضاءات العمومية بما يضمن التوازن بين حق الساكنة في فضاءات نظيفة وآمنة، وحق الشباب في فرص عيش كريم تحفظ كرامتهم وتُعزز قيم المواطنة والإنتاج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى