الثقافية

تازة تحتفي بموروثها العطري: انطلاق فعاليات الدورة السادسة لموسم تقطير ماء الزهر +صور

صور: دار السماع

انطلقت مساء أمس الخميس بمدينة تازة، فعاليات الدورة السادسة لموسم تقطير ماء الزهر، في تظاهرة ثقافية تراثية تنظمها جمعية “دار السماع” بشراكة مع عمالة إقليم تازة، وبدعم من جماعة تازة، والمجلس الإقليمي، والمديرية الجهوية لوزارة الثقافة والاتصال بجهة فاس-مكناس، إلى جانب جمعية أجيال تازة والكلية متعددة التخصصات بالمدينة.

ويأتي هذا الموسم، الممتد إلى غاية الثالث من ماي الجاري، في سياق تثمين التقاليد المتوارثة لمدينة تازة، وتعزيز رمزية تقطير الزهر كموروث ثقافي ارتبط ارتباطًا وثيقًا بالهوية الحضرية للمنطقة. فمنذ قرون، دأبت الأسر التازية على استقبال فصل الربيع بطقوس تقطير الزهر، في أجواء احتفالية تنبعث منها روائح الذاكرة والتاريخ.

وقد شهد حفل الافتتاح أجواء روحانية متميزة، تضمنت مراسيم تقطير الزهر، وحلقة ذكر أبدعت فيها مجموعة دار السماع برئاسة الأستاذ أحمد السليماني، بمشاركة نخبة من منشدي مدينة تازة، إضافة إلى وصلات من فن المديح والتراث العيساوي، قدمتها طائفة المقدم عثمان حدو، ما أضفى على الفضاء عبقاً روحانياً باذخاً.

وتُنظم هذه الدورة تحت شعار: “دور المجتمع المدني في حفظ الهوية الحضرية للمدن”، في سعي لترسيخ أهمية الفعل الثقافي الجمعوي في صون الذاكرة المحلية وحماية التراث اللامادي.

وفي تصريح له بالمناسبة، أكد رئيس جمعية دار السماع، الأستاذ أحمد السليماني، أن هذا الموسم “أضحى موعدًا سنويًا منتظرًا لدى ساكنة تازة وعشاق التراث، لما يحمله من دلالات روحية وثقافية تعكس غنى الهوية المغربية وتنوع روافدها”. وأضاف أن “الرهان اليوم هو المزاوجة بين الحفاظ على جوهر التقاليد وبين تجديد آليات الاحتفاء بها، بما يضمن ديمومتها في ذاكرة الأجيال الصاعدة”.

ويتضمن برنامج الدورة أيضًا تنظيم ندوة فكرية بمشاركة باحثين من جامعة سيدي محمد بن عبد الله، والمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، والوكالة الحضرية لتازة، حيث سيتم التطرق إلى قضايا التراث والهوية الحضرية من زوايا أكاديمية وعملية.

ويُنتظر أن تُختتم هذه التظاهرة مساء السبت بسَهرة فنية كبرى بمسرح تازة العليا، تُحييها فقرات من الموسيقى الأندلسية لجوق أحمد لبزور، فضلاً عن فواصل من فن السماع والمديح بمشاركة ثلة من الفنانين، في مقدمتهم الحاج محمد با جدوب، أحد أعلام السماع المغربي الأصيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى