الجهوية

من الذاكرة: حين تحولت واد أمليل إلى منبر أممي للنضال العمالي

في قلب أواسط الثمانينات، وبين جبال الأطلس وممرات الريف، شهدت دائرة واد أمليل، التابعة لإقليم تازة، حدثا استثنائيا سيظل محفورا في ذاكرة النضال النقابي واليساري المغربي: احتفالات فاتح ماي، عيد الشغل، التي نظمتها الكونفدرالية الديمقراطية للشغل في سابقة هي الأولى من نوعها، إذ لم تنظم حينها في مدينة تازة نفسها، بل في بداية تشكل مدينة صغيرة لا يتجاوز سوقها الأسبوعي حدود المحلية.

{“remix_data”:[],”remix_entry_point”:”challenges”,”source_tags”:[“local”],”origin”:”unknown”,”total_draw_time”:0,”total_draw_actions”:0,”layers_used”:0,”brushes_used”:0,”photos_added”:0,”total_editor_actions”:{},”tools_used”:{},”is_sticker”:false,”edited_since_last_sticker_save”:false,”containsFTESticker”:false}

كان يوم الثلاثاء، يوم السوق، لكنه لم يكن كسائر أيام الثلاثاء. فقد تحول إلى يوم مشهود، كما وصفه أحد المناضلين ممن جالستهم “تازاسيتي”، حين غصت الشوارع بمسيرة حاشدة قطعت الطريق الوطني الرابط بين فاس وتازة، لتبعث برسالة واضحة: صوت العمال يسمع من الهامش أيضا، لا من المراكز وحدها.

{“remix_data”:[],”remix_entry_point”:”challenges”,”source_tags”:[“local”],”origin”:”unknown”,”total_draw_time”:0,”total_draw_actions”:0,”layers_used”:0,”brushes_used”:0,”photos_added”:0,”total_editor_actions”:{},”tools_used”:{“transform”:1},”is_sticker”:false,”edited_since_last_sticker_save”:true,”containsFTESticker”:false}

وفي تعليق لأحد مناضلي اليسار وأحد مهندسي الاحتفالية، قال: “كان العلم الفلسطيني يرفع إلى جانب العلم المغربي، دون مزايدات أو شعارات فضفاضة، فقد كان دعم القضية الفلسطينية موقفا مبدئيا، نابعا من قناعة لا من مزايدة كما نراه اليوم.”

{“remix_data”:[],”remix_entry_point”:”challenges”,”source_tags”:[“local”],”origin”:”unknown”,”total_draw_time”:0,”total_draw_actions”:0,”layers_used”:0,”brushes_used”:0,”photos_added”:0,”total_editor_actions”:{},”tools_used”:{“transform”:1},”is_sticker”:false,”edited_since_last_sticker_save”:true,”containsFTESticker”:false}

ويضيف، قد كانت تلك المرحلة تعرف بـ”أيام الجمر”، لما طبعها من تضييق على الحريات العامة بالمغرب، غير أن ذلك لم يمنع نخبة من المناضلين من رسم صورة مشرقة لنضال جماعي تجاوز الخوف. ومن بينهم: “حمورو عبد القادر، العربي الطهار، لحسن البراهمي، أحمد بوزيد (رحمه الله)، خالد الطاهري، الكمري محمد، البلغيتي، معطى الله، خليل بورمطان، الغرناجي علي، عابيد محمد، علي تابحيرت، الخضري محمد، ومحمد بورداية، وآخرون ممن آمنوا بأن للكرامة ثمن، وأن صوت العامل لا يكبت.

هكذا صنعت واد أمليل التاريخ في صمت، وحفرت لنفسها مكانا في سجل الكفاح العمالي بالمغرب، حين جعلت من فاتح ماي أكثر من مجرد ذكرى، بل موقفاً نضاليا بامتياز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى