
تعيش مدينة تازة منذ أسابيع على وقع أشغال توسيع بعض المحاور الطرقية الرئيسية، في خطوة تهدف إلى مسايرة الامتداد العمراني والسكاني المتسارع الذي عرفته المدينة خلال العقدين الأخيرين. هذه الأوراش تأتي في سياق محاولات تحسين بنية السير والجولان استعدادا لموسم الصيف، الذي يشهد عادة ارتفاعا كبيرا في حركة المرور نتيجة عودة الجالية المغربية المقيمة بالخارج.
ورغم أهمية هذه الأشغال وحيويتها، فإن الضبابية التي تكتنف تفاصيل المشاريع المعنية تثير قلق المواطنين بشكل عام والسائقين وأصحاب المحلات التجارية بشكل خاص. فلا معطيات رسمية تم الكشف عنها بخصوص المدة الزمنية المحددة لكل مشروع، ولا خرائط واضحة للمسارات الجديدة، ما يجعل من تتبع تقدم الأشغال أمرا عسيرا على الساكنة.
وفي مشهد يومي أقرب ما يكون إلى أجواء الحروب، شُلت حركية بعض الشوارع الحيوية وتحولت الأرصفة إلى أكوام من الأتربة والصخور، بينما تنصب الحواجز والعلامات دون توجيه واضح للمارة والسائقين. وقد شبه أحد سكان المدينة المشهد بـ”حلب زمن الحرب”، في إشارة إلى فوضى الحفر والضجيج والغبار الذي يغمر الأحياء المتضررة.
تطرح كذلك تساؤلات جادة حول مدى احترام الشركات المكلفة بهذه الأشغال للآجال المعقولة، خاصة مع ملاحظة بطء في وتيرة العمل في بعض النقاط، وطول غير مبرر في إعادة تهيئة بعض الأرصفة، مما ينذر بتكرار سيناريوهات التأخير التي شهدتها مشاريع سابقة بالمدينة.
وفي غياب حملات تواصلية واضحة من الجهات المعنية، تبقى الساكنة في حيرة من أمرها، تتساءل عن المآل والتوقيت النهائي لانتهاء هذه الأشغال، التي وإن كانت ضرورية، فإنها تتطلب شفافية في المعطيات واحتراما لوتيرة الإنجاز، تجنبا لاختناق مروري محتمل خلال الأشهر المقبلة.