في خطوة لافتة تنم عن حسٍّ عالٍ بالمسؤولية، قدّم رشيد العدناني، رئيس عمال النظافة بشركة “أرما” المفوض لها تدبير قطاع النظافة بمدينة تازة، اعتذاراً علنياً لساكنة المدينة على خلفية الاختلالات التي شهدها القطاع خلال الفترة الأخيرة، وذلك في ظل غياب أي توضيح رسمي من جماعة تازة أو الشركة نفسها لتنوير الرأي العام حول أسباب هذا التراجع في جودة الخدمات.
العدناني، وفي بادرة شخصية تعبّر عن نبل وتفاني عمال النظافة، اختار صفحته الخاصة على موقع “فيسبوك” للتعبير عن أسفه واعتذاره باسم جميع العمال، مؤكداً استعدادهم للعودة القوية إلى العمل وتقديم الأفضل لساكنة تازة، رغم التحديات.
وجاء في تدوينته: “حين يكون القرار للمسؤول وتغليب المصلحة العامة… شكراً جزيلاً للسيد رئيس جماعة تازة، شكراً لممثلي شركة أرما، وشكراً للسلطة الإقليمية على عملكم لإخراج صفقة التدبير المفوض، ومن خلالها الأسطول الجديد لشوارع تازة. نحن، عمال شركة أرما، ومن خلالكم أنتم، نتوجه للساكنة بشكرنا واعتذارنا على ما عرفته تازة من أزبال في الآونة الأخيرة، ونعدكم أننا سنكون في الموعد وعند حسن ظنكم، جميعاً: مجلساً، وشركة، وساكنة، آملين منكم تنسيقاً محكماً مع إيجاد حل جذري للمطرح، وتحديد المسؤوليات لكل طرف.”
وأضاف العدناني مشيداً بزملائه العمال: “ومن خلالكم نشد بحرارة على أيدي كل العمال، ونرفع لهم القبعة على التضحيات التي قدموها سابقاً وسيقدمونها لاحقاً، خدمة لهذه المدينة العزيزة وساكنة تازة خاصة.”
وتثير هذه البادرة الفردية تساؤلات مشروعة لدى المواطن التازي، إذ يتساءل الكثيرون عن سبب صمت الجماعة والشركة المفوضة، وغياب أي بلاغ رسمي يوضح للرأي العام المحلي أسباب هذا الخلل، والإجراءات المتخذة لتفادي تكراره. فهل نشهد في قادم الأيام اعتذاراً مماثلاً من الجهات المعنية؟ أم أن المواطن يبقى دائماً الطرف الأضعف الذي يدفع ثمن سوء التدبير دون تفسير أو تبرير؟