رغم أن موعد الانتخابات التشريعية لا يزال يفصلنا عنه أكثر من عام، إلا أن الأوساط السياسية بإقليم تازة تعيش على وقع ما يمكن تسميته بـ”حرب التزكيات”، وسط تباين في المواقف بين من يصر على أن الحديث سابق لأوانه، ومن بدأ فعلياً في حسم أسماء مرشحيه للاستحقاقات المقبلة.
وعلى الرغم من محاولات عدد من الفاعلين السياسيين التقليل من أهمية الحديث في هذا التوقيت عن التزكيات، معتبرين ذلك مجرد تكهنات إعلامية أو مناورات انتخابية، إلا أن الواقع يعكس حركة دؤوبة خلف الكواليس، تسعى فيها الأحزاب إلى كسب أفضل المواقع استعداداً لصيف 2026.
في هذا السياق، تمكنت ثلاثة أحزاب من حسم أسماء وكلاء لوائحها بشكل نهائي، في حين لا تزال أحزاب أخرى تتخبط في نقاشات داخلية، باحثة عن أسماء قادرة على إقناع الشارع التازي، وسط تكرار أسماء سبق أن خاضت تجارب انتخابية، لكنها لم تحقق نتائج تذكر، ما يطرح تساؤلات حول مدى قدرة هذه الأسماء على تمثيل تطلعات المواطنين.
ويرى عدد من المتابعين للشأن المحلي أن الرهان الحقيقي في انتخابات 2026 لن يكون فقط بين الأحزاب، بل سيكون في يد المواطن التازي الذي بات مطالباً بالخروج عن دائرة الأسماء المألوفة، ومنح ثقته لطاقات شابة بدأت في الآونة الأخيرة تنشط بقوة داخل المشهد السياسي، مدفوعة برغبة حقيقية في التغيير وكسر الجمود الذي تعيشه المدينة والإقليم منذ عقود.
وفي قراءة أولية لمستقبل التمثيلية البرلمانية بالإقليم، تشير كل المعطيات إلى أن وجوهًا جديدة قد تفرض نفسها بقوة، وذلك في ظل التراجع الملحوظ في أداء بعض النواب الحاليين، الذين يمثلون تازة في مجلس النواب منذ انتخابات 8 شتنبر 2021، حيث تفاوتت حصيلتهم النيابية بين المقبولة والضعيفة، وهو ما قد ينعكس سلباً على فرص إعادة انتخابهم.
ومن أبرز المستجدات التي يترقبها الشارع التازي بفضول، هو الحضور القوي المرتقب للمرأة في المنافسة على المقاعد الخمسة المخصصة للإقليم. وفي هذا الإطار، يبرز اسما فدوى محسن الحياني، التي سبق لها أن فازت بمقعد عن اللائحة الجهوية لحزب الحركة الشعبية بجهة فاس-مكناس سنة 2021، وريم شباط التي نجحت أيضاً خلال الاستحقاقات نفسها على رأس لائحة حزب جبهة القوى الديمقراطية. وتشير التوقعات إلى إمكانية خوض كلتيهما الانتخابات القادمة كوكيلتين للائحة محلية، في خطوة قد تعيد تشكيل الخريطة السياسية لتازة بشكل غير مسبوق.
وفي انتظار ما ستؤول إليه التحالفات وقرارات الهيئات الحزبية المركزية، يبقى الأكيد أن صيف 2026 سيحمل في طياته مفاجآت سياسية قد تعيد الأمل لساكنة إقليم تنتظر التغيير منذ عقود.