تشهد مدينة تازة تزايدًا ملحوظًا في المطالب بإحداث معاهد ومدارس عليا وتوسيع التخصصات بالكلية متعددة التخصصات، من بينها إحداث ملحقة للطب والصيدلة. وتأتي هذه المطالب في ظل معاناة العديد من الأسر بسبب اضطرار أبنائهم لمغادرة المدينة لمتابعة دراستهم العليا في مدن بعيدة، مما يترتب عليه تكاليف باهظة للإقامة والتنقل، إضافة إلى تحديات اجتماعية ونفسية مرتبطة بابتعاد الطلبة عن أسرهم في مرحلة عمرية حساسة.
وتعاني مدينة تازة من نقص حاد في البنيات التعليمية العليا، مما يدفع العديد من الطلبة إلى التخلي عن طموحاتهم أو اختيار مسارات تعليمية لا تتوافق مع ميولهم أو قدراتهم. وفي هذا السياق، أكدت فاطمة، وهي أم لتلميذ متفوق، أن “ابني كان يحلم بدراسة الطب، لكن بعد تفوقه في البكالوريا، وجدنا أنفسنا أمام تحديات مالية واجتماعية لإرساله إلى مدينة أخرى، مما أجبره على اختيار تخصص أقل من طموحاته”.
ورغم المطالب الملحّة من الساكنة، يلاحظ غياب تام للترافع السياسي من قِبَل المنتخبين المحليين، حيث لم تُسجَّل أي تحركات فعلية أو مبادرات للدفاع عن حق أبناء الإقليم في الحصول على تعليم عالي الجودة دون تكبد معاناة التنقل والهجرة نحو المدن الكبرى. هذا الوضع دفع العديد من المواطنين إلى التساؤل عن جدوى وجود ممثلين عنهم في المجالس المنتخبة، إذا كانوا عاجزين عن تحقيق أبسط حقوق الساكنة.
من جهة أخرى، يشير بعض الفاعلين المحليين إلى أن إحداث معاهد ومدارس عليا بتازة لن يُساهم فقط في تخفيف العبء على الأسر، بل سيُعزِّز أيضًا من التنمية المحلية من خلال تنشيط الحركة الاقتصادية، وخلق فرص عمل جديدة، خاصة في قطاعات الإيواء والخدمات الموجهة للطلبة.
ويأمل سكان تازة أن تجد مطالبهم آذانًا صاغية من قِبَل السلطات المعنية، وأن يتحمّل المنتخبون المحليون مسؤولياتهم في الترافع والدفاع عن حقوق الساكنة، بما يُسهم في تحقيق تكافؤ الفرص بين جميع أبناء الوطن، وتوفير تعليم عالي الجودة يُمكّنهم من تحقيق طموحاتهم المستقبلية.