الثقافية

سيدي إبراهيم التازي، العالم الصوفي القادم من تازة إلى قلعة بني راشد بالجزائر ..

عزيز توزاني

في قلب قلعة بني راشد بولاية غليزان بالجزائر، يرقد أحد أبرز أعلام التصوف والعلم المغاربي في القرن الخامس الهجري، سيدي إبراهيم بن محمد بن علي التازي، العالم، الفقيه، الشاعر، والوليّ الزاهد الذي جمع بين علم الشريعة ونور الطريقة ..

ينتمي سيدي إبراهيم إلى مدينة تازة بالمغرب، وهو من قبيلة بني لنت، التي عرفت قديماً برجالات العلم والزهد، نشأ في بيئة علمية، فحفظ القرآن الكريم صغيراً، ثم شدّ الرحال إلى المشرق، فزار الشام والحجاز طلباً للعلم، قبل أن يعود إلى بلاد المغرب لينشر ما حصّله من علوم ومعارف ..

كان سيدي إبراهيم التازي عالماً فقيهاً متضلّعاً في علوم الدين والحديث، كما كان أديباً صاحب ذوق شعري رفيع، ترك ديواناً صوفياً تذكر فيه قصيدته الشهيرة «المرادية» التي تجلّت فيها معاني الحب الإلهي والصفاء الروحي، وجمع بين الزهد والعلم، فصار مرجعاً للطلاب والمريدين ..

استقرّ في مدينة وهران، حيث أسّس زاوية وعاش فيها حتى وفاته سنة 866 هـ / 1462 م، وبعد عقود من وفاته، ومع احتلال الإسبان لوهران سنة 1509م، خشي أتباعه على رفاته، فنقلت إلى قلعة بني راشد في منطقة غليزان، حيث أعيد دفنه تكريماً له، وأُقيم له ضريح ما يزال قائماً إلى اليوم ..

يبقى سيدي إبراهيم التازي مثالاً للعلماء الذين جسّدوا وحدة العلم والدين والتصوف، وواحد من أولئك الذين تركوا أثراً لا يمحى في مسار المعرفة والولاية الصالحة ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى