تعيش مدينة تازة منذ أسابيع على وقع تزايد مقلق في أعداد الكلاب الضالة التي تجوب الشوارع والأزقة ليلاً ونهاراً، مهددة سلامة المواطنين، خاصة في الأحياء السكنية الهامشية.
الحادث الأخير الذي شهده حي بين الجرادي، والمتمثل في اعتداء كلب ضال على أحد المواطنين، أعاد إلى الواجهة ملف الكلاب المنتشرة بعدة مناطق من المدينة، وسط دعوات متكررة للتدخل العاجل من السلطات المحلية.
وقد خلف الحادث، الذي وثقته عدسات المواطنين، حالة من الاستياء والخوف في صفوف الأسر، خصوصاً مع ازدياد هذه الاعتداءات في محيط المدارس والأسواق والأحياء المكتظة، مثل تجزئة المسعودي وحي بين الجرادي والوفاق.
ويؤكد عدد من سكان هذه المناطق أن الخطر لم يعد مقتصرًا على التهديد الجسدي، بل يشمل أيضاً احتمال انتقال أمراض خطيرة، مثل داء السعار، في ظل غياب أي تدخل منتظم لجمع هذه الكلاب أو تلقيحها.
أمام هذا الوضع المقلق، لجأ سكان مدينة تازة إلى توجيه عريضة رسمية موقعة إلى السيد عامل إقليم تازة بتاريخ 10 أكتوبر 2025، يطالبون فيها بالتدخل العاجل لوضع حد لهذه الظاهرة.
وجاء في نص العريضة:
> “يشرفنا نحن ساكنة مدينة تازة أن نتقدم إلى سيادتكم بهذا الطلب قصد التدخل العاجل للحد من الانتشار الكبير للكلاب الضالة التي أصبحت تجوب مختلف أحياء المدينة ليلاً ونهاراً، مما يشكل خطراً حقيقياً على سلامة المواطنين، خاصة الأطفال والنساء والمسنين.”
وأضاف الموقعون أن هذه الكلاب تتواجد بكثرة في تجزئة المسعودي ومناطق أخرى، حيث أصبحت تشكل خطراً يومياً على المارة، خاصة في الصباح الباكر وأوقات الليل، مشيرين إلى أنها “تسبب حوادث عض متكررة وتثير الرعب بين السكان”.
وطالب المواطنون في ختام عريضتهم بـ”إعطاء تعليمات للجهات المختصة من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المواطنين، عبر تنظيم حملات لجمع هذه الكلاب والحد من خطرها المتزايد”.
تطالب الساكنة، ومعها فعاليات جمعوية محلية، بضرورة اعتماد مقاربة إنسانية وفعّالة لمعالجة الظاهرة، تقوم على التعقيم والتلقيح والجمع المنتظم للكلاب، بدل الاقتصار على حملات موسمية لا تلامس عمق المشكل.
ويؤكد مهتمون أن الظاهرة أصبحت قضية صحة وسلامة عامة، تستدعي تعبئة جماعية من مختلف المتدخلين، من سلطات وجماعة ومصالح بيطرية، لتجنب مآسٍ جديدة تهدد أرواح المواطنين.