الجهوية

دواوير بجماعة اترايبة -إقليم تازة تعيش على وقع العزلة… طريق متردية ومدرسة بلا مراحيض

منذ سنوات طويلة، وساكنة دواوير عين مواس، أكوف، والجمليلة التابعة لجماعة اترايبة – إقليم تازة، تكابد مشقة الحياة اليومية بسبب طريق ربطت العزلة أكثر مما رفعتها. الطريق التي كان يُفترض أن تكون شريانًا للتنقل، تحولت إلى مسلك وعر مليء بالأحجار المبعثرة، لا يرحم عجلات السيارات ولا خطوات المارة.

في فصل الشتاء، تتحول هذه الطريق إلى امتحان حقيقي. المطر يجعلها أوحالًا زلقة، والسيول الصغيرة تجرف ما تبقى من مسلك ضيق، لتجد الأسر نفسها معزولة بالكامل. المرضى الذين تتطلب حالتهم الإسعاف الفوري، غالبًا ما يجدون أنفسهم أمام مأساة: سيارة الإسعاف لا تستطيع المرور، والوقت يضيع بين محاولة تدبير وسيلة بديلة وحمل المريض وسط ظروف محفوفة بالمخاطر.

المعاناة تمتد إلى التلاميذ وأساتذتهم. كثير من المعلمين يضطرون لركن سياراتهم بعيدًا، وقطع مسافات طويلة سيرًا على الأقدام للوصول إلى أقسامهم. التلاميذ بدورهم يسيرون في الصباح الباكر على طريق محفوفة بالأوحال، وأحذيتهم المبللة شاهدة على معركة يومية تخوضها الطفولة مع الجغرافيا والإهمال.

وإن كانت الطريق تزيد العزلة، فإن مجموعة مدارس عين مواس تكشف عن وجه آخر من المعاناة. المدرسة تفتقد إلى المراحيض، في وضع لا يليق لا بتلاميذ في عمر الزهور ولا بأطر تربوية تسعى لأداء رسالتها. المشهد يطرح أكثر من سؤال حول الحق في تعليم كريم، تتوفر فيه أبسط شروط الصحة والبيئة السليمة.

سكان هذه الدواوير، بصوت واحد، يطالبون بتدخل عاجل من الجهات المعنية. هم لا يطلبون سوى الأساسيات: طريق معبدة تليق بكرامتهم، مدرسة بمرافق صحية تحفظ إنسانية أبنائهم، وحق بسيط في الوصول إلى الخدمات الصحية دون عراقيل. رسالتهم واضحة: نحن مواطنون نستحق حياة طبيعية، ولسنا أرقاما منسية خلف الجبال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى