تعيش العديد من المناطق الطبيعية بإقليم تازة، التي كانت إلى وقت قريب تشكل متنفساً للعائلات والساكنة المحلية، وضعاً مقلقاً ينذر بتفاقم مظاهر الانحراف والفساد الأخلاقي. فقد تحولت مواقع كـرأس الماء، باب بودير، بوحياتي، وتغيغا إلى فضاءات يُستغل جزء منها في تعاطي المخدرات، تناول الكحول، وممارسات غير أخلاقية تهدد السلامة المجتمعية.
وبات مشهد فتيات قاصرات لا يتجاوز عمرهن 14 و15 سنة، وهن يركبن سيارات مشبوهة ويتعاطين المخدرات في العلن، أمراً يتكرر أمام أعين الجميع دون تدخل أو مراقبة تذكر. في هذا السياق، يطرح السؤال بإلحاح حول دور الأسرة ومسؤولية الآباء في حماية أبنائهم من هذه الانزلاقات الخطيرة.
وتعزز هذه السلوكات غير القانونية حالة من الفوضى داخل هذه الفضاءات الطبيعية، حيث تشكو العائلات من الضجيج والمشاكل المتكررة التي يتسبب فيها بعض المنحرفين، مما جعل الكثيرين يعزفون عن زيارة هذه الأماكن التي كان من المفترض أن تكون فضاءات للراحة والاستجمام.
وفي ظل هذا الوضع المقلق، يرفع المواطنون نداءً مستعجلاً إلى السلطات المحلية ومصالح الدرك الملكي والقوات المساعدة من أجل التدخل العاجل لتأمين هذه المناطق. ويطالبون بتكثيف الدوريات الأمنية، وإقامة نقاط مراقبة دائمة أو متحركة، بهدف ردع كل من يحاول استغلال هذه الفضاءات في أنشطة مشبوهة أو غير قانونية.
كما يشدد المتابعون على ضرورة التعامل بحزم مع المخالفين خاصة في حالات التلبس، واتخاذ الإجراءات اللازمة في حق القاصرين مع استدعاء أوليائهم لتحمل مسؤولياتهم التربوية والاجتماعية.
ولا يخفى على أحد أن تفاقم ظاهرة التحرش في هذه المناطق يزيد من قلق الساكنة ويُقيد حرية النساء والفتيات، ويُحرم العائلات من الاستمتاع بأوقاتهم في جو آمن وسليم.
ختاماً، يبقى التدخل الفوري والحازم ضرورة ملحّة للحفاظ على هذه الفضاءات من الانحراف، وإعادتها إلى وظيفتها الطبيعية كمُتنفس آمن للعائلات وسكان المدينة.