
تاهلة: إدريس مؤدب
تمكنت فرق الوقاية المدنية بتاهلة، صباح اليوم، من السيطرة على حريق شبّ بمطرح النفايات بغابة بونواس، بعدما أقدم أحد الأشخاص على إضرام النيران عمدًا في إطارات العجلات المطاطية بهدف استخراج الأسلاك المعدنية التي بداخلها وبيعها مقابل مبالغ زهيدة.
وأفادت مصادر محلية أن الحريق اندلع بسرعة بفعل اشتعال المواد الصلبة المتراكمة بالمطرح، قبل أن تمتد ألسنة اللهب إلى أطراف الغابة المجاورة، وتلتهم جزءًا من غطائها النباتي، مما استنفر عناصر الوقاية المدنية التي تدخلت رغم قلة الإمكانيات، حيث اعتمدت على معدات محدودة وسيارة صهريجية قديمة في مواجهة الحريق، في الوقت الذي ساهمت فيه عناصر المياه والغابات في الإشراف على عمليات الإخماد.
وقد أعادت هذه الواقعة إلى الأذهان الكارثة البيئية التي شهدتها غابات جماعة الصميعة صيف سنة 2022، حين أتت النيران على مساحات شاسعة من الغطاء الغابوي، وأجبرت ساكنة مجموعة من الدواوير والتجمعات السكنية على النزوح، في واحدة من أكبر الحرائق التي عرفها إقليم تازة خلال العقد الأخير.
وفي هذا السياق، يطالب عدد من المتابعين للشأن المحلي بضرورة التحرك العاجل لتوفير معدات إطفاء حديثة وفعالة لثكنة الوقاية المدنية بتاهلة، وعلى رأسها شاحنة صهريجية ذات سعة كبيرة قادرة على مجابهة حرائق الغابات، بدل الاعتماد على الوسائل الحالية التي لا ترقى لمواجهة مثل هذه الكوارث. كما يدعون إلى تعزيز الموارد البشرية داخل هذه الثكنة، بالنظر إلى موقعها القريب من غابات مترامية الأطراف تغطي العديد من الجماعات التابعة لدائرة تاهلة.
كما يشدد المتتبعون على أهمية فتح وتوسيع المسالك الطرقية داخل الغابات لتسهيل وصول فرق التدخل إلى بؤر النيران بسرعة والحد من انتشارها، خاصة مع اقتراب فصل الصيف الذي يتميز بارتفاع درجات الحرارة وزيادة احتمال اندلاع الحرائق.