المحلية

تازة تحتفي بذوي الهمم بعروض فنية ومسرحية في ذكرى 20 سنة على انطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

 احتضنت مدينة تازة، مساء أول أمس الأربعاء، حفلا فنيا مميزا احتفاء بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك في إطار تخليد الذكرى العشرين لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، المبادرة الملكية.

ونظمت جمعية آباء وأولياء الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بتازة هذا الحفل الفني، بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ومندوبية التعاون الوطني، حيث شهدت التظاهرة مشاركة أطفال مركز الأمل للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين أبدعوا في تقديم عروض فنية ومسرحية، ولوحات فلكلورية وغنائية، تجاوب معها الجمهور الحاضر بحرارة وتأثر بالغ.

وجرى تنظيم هذا الحدث بحضور عامل إقليم تازة، السيد مصطفى المعزة، إلى جانب عدد من المسؤولين المحليين والفاعلين المدنيين، في أجواء احتفالية تعكس روح التضامن المجتمعي والانخراط في دينامية التنمية البشرية الشاملة.

المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى عمالة إقليم تازة، سجلت خلال الفترة الممتدة من 2019 إلى 2025، تنفيذ 88 مشروعا وعملية في إطار البرنامج الثاني من المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الخاص بمواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة. وقد بلغ الغلاف المالي الإجمالي لهذه المشاريع حوالي 57,89 مليون درهم، استفاد منها أزيد من 3000 شخص من مختلف الفئات الهشة.

وانصب اهتمام المبادرة الوطنية على محاربة الهدر المدرسي في صفوف الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، لاسيما المنحدرين من أسر معوزة، حيث تم اقتناء خمس حافلات للنقل المدرسي بغلاف مالي يفوق ميلوني و600 ألف درهم. كما شملت المشاريع تشييد وتأهيل وتجهيز مؤسسات الرعاية الاجتماعية المخصصة لهذه الفئة، في خطوة تروم ضمان حقهم في التمدرس والحياة الكريمة.

وفي تصريح للجريدة، أوضح السيد محمد كرامي، رئيس جمعية آباء وأولياء الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بتازة، أن الحفل يأتي عربون اعتراف وامتنان لما قدمته المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لفائدة ذوي الهمم، مشيرا إلى أن هذه التظاهرة السنوية ترسّخ قيم الدمج المجتمعي وتبرز طاقات الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.

من جهتها، شددت سهام بلغيت، مديرة مركز الأمل بتازة، على أن “ورش المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مكّن هذه الفئة من التكوين والتأهيل داخل مراكز من الجيل الجديد تليق بكرامتهم وتفتح أمامهم آفاقا جديدة”، مشيرة إلى أهمية الاستثمار في الإنسان كركيزة للتنمية الشاملة.

وعبّر عدد من أولياء الأمور عن اعتزازهم بمشاركة أبنائهم في هذا الحفل، الذي اعتبروه تتويجا لمسار من التكوين والتأهيل داخل مركز الأمل، مثمنين الجهود المبذولة على مستوى الإقليم لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة من حقوقهم المشروعة في التعلم والاندماج المجتمعي.

وشكل الحفل مناسبة للتأكيد على أن الاستثمار في الطفولة ذات الاحتياجات الخاصة، لا سيما في المناطق الداخلية، يُعدّ رافعة حقيقية لتحقيق التنمية البشرية المستدامة. وهو ما تجسده المبادرة الوطنية للتنمية البشرية منذ انطلاقها سنة 2005، والتي اختارت أن تجعل من الكرامة والعدالة الاجتماعية جوهر رؤيتها المستقبلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى