المحلية
إقليم تازة.. تدشين مركز تكوين وتأهيل المرأة في وضعية هشاشة بمدينة تاهلة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

تقرير: محمد حارص-جمال بلة-بدر العمراوي
عرف إقليم تازة أمس الأربعاء، تدشين مركز تكوين وتأهيل المرأة في وضعية هشاشة، تعزيزا للبنيات التحتية الاجتماعية الهادفة إلى النهوض بأوضاع الفئات الهشة، وذلك في إطار الاحتفال بالذكرى العشرين لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وهكذا، أشرف عامل إقليم تازة والوفد المرافق له، على تدشين هذا المركز الذي تم بناؤه على تراب مدينة تاهلة في إطار برنامج مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة بكلفة إجمالية بلغت قيمتها 4 ملايين درهم.
ويسهم هذا المشروع في تمكين النساء والفتيات المنقطعات من تكوينات في مجالات الحلاقة والتجميل والإعلاميات والخياطة رغبة في إدماجهن الاقتصادي والاجتماعي، وقد تكفلت المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني بالإشراف المؤسساتي.
ويأتي هذا المشروع في إطار الاستراتيجية الوطنية الهادفة إلى تمكين النساء في وضعية هشاشة من الاندماج الاقتصادي والاجتماعي، من خلال تقديم خدمات تكوينية وتأهيلية في عدة مجالات مهنية، مثل الطبخ، الحلاقة، الخياطة، الإعلاميات، الحياكة، نسج الزرابي، والصناعة التقليدية، تحت إشراف أطر ذات خبرة وكفاءة عالية.
وقد تمت إعادة تأهيل وتجهيز هذا المركز بشراكة بين عدد من الفاعلين والمؤسسات، من أبرزهم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي ساهمت في تهيئة المركز ومنحته دعما لتسييره بمبلغ مالي يناهز 4 ملايين و400 ألف درهم، التعاون الوطني، الذي يشرف على الجانب المؤسساتي، المديرية الجهوية للصناعة التقليدية، التي تشرف على التكوين والتأطير، المجلس الجماعي لتاهلة، الذي سيساهم بدعم مالي سنوي قدره 260 ألف درهم لفائدة الجمعية المسيرة، جمعية المبادرة الوطنية للتنمية والنهوض بالمرأة القروية، التي تتولى تدبير وتسيير المركز.
ويبلغ الغلاف المالي الإجمالي للمشروع 4.4 ملايين درهم، وقد تم تجهيزه بآليات ومعدات حديثة في مجالات الخياطة، الحلاقة، الطبخ، الإعلاميات، ونسج الزرابي، إلى جانب تجهيزات أساسية أخرى توفر بيئة ملائمة لاكتساب مهارات مهنية تُؤهّل النساء لتحقيق استقلال اقتصادي واندماج فعّال في سوق الشغل.
وفي تصريح للسيد عزالدين لوكيلي، رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة تازة، أكد أن “هذا المركز الذي تم تدشينه بمناسبة الذكرى العشرون لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، يعكس التزام المبادرة في مرحلتها الثالثة بالارتقاء بالرأسمال البشري، لا سيما عبر دعم النساء في وضعية هشاشة بكل من حي القدس بجماعة تاهلة، ودوار جريف بجماعة مطماطة وذلك بهدف تمكينهن من فرص التكوين الذاتي والمهني، بغية تحقيق استقلاليتهن المالية وتحسين ظروف عيشهن، كما يهدف المشروع إلى تثمين بعض المنتجات المحلية كالزربية الوراينية.
وأضاف عز الدين لوكيلي، المركز يوفر للنساء والفتيات المستفيدات مجموعة من التكوينات التي تهم مجموعة من الحرف المهنية بما في ذلك التكوين بمجال المعلوميات لتمكينهن من تسويق منتوجاتهن رقميا.
ومن جهته، أبرز السيد المندوب الإقليمي للتعاون الوطني بتازة، عبد الحكيم العمارتي، تم اليوم إعطاء انطلاقة مركز التكوين وتأهيل المرأة بوضعية هشاشة، والذي يعد لبنة جديدة في شبكة المراكز الاجتماعية التي تضمن الإدماج السوسيو-اقتصادي للنساء، وذلك عبر التأطير المؤسساتي الذي يواكب التكوين، ويضمن جودة الخدمات التكوينية المقدمة.”
أما السيدة فاطمة الجابري، رئيسة جمعية المبادرة الوطنية للتنمية والنهوض بالمرأة القروية بتاهلة، فقد عبرت عن فخرها بهذه الدينامية التنموية التي تأتي في إطار تخليد الذكرى العشرون للانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية قائلة: “هذا المشروع هو ثمرة جهود تشاركية ومسار طويل من التخطيط والتعاون، ونأمل أن نرى ثمار التكوين في شكل مشاريع مدرة للدخل تُحدث فرقاً حقيقياً في حياة النساء المستفيدات.”
ويُعد هذا المركز رافعة أساسية لتقوية الكفاءات النسائية، وفضاءً يفتح آفاقاً واعدة للنساء المستفيدات عبر خلق مشاريع مدرة للدخل، تساهم في تحسين وضعهن الاجتماعي والاقتصادي.