
تقرير: أيمن بوجميد-محمد حارص
صور:محمد العلام
في إطار أنشطته الثقافية الرامية إلى تعزيز الثقافة السينمائية وترسيخ قيم الحوار الفني، نظم منتدى النادي السينمائي التابع لمنتدى افريواطو للسينما والثقافة والإبداع بتازة، لقاءً سينمائياً مميزاً، احتضنته المدينة أمس السبت.
وجاء هذا النشاط في إطار الشراكة المبرمة بين وزارة الثقافة والشباب والتواصل والجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب، وبدعم من هذه الأخيرة، وبشراكة وتعاون مع المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة بتازة.
اللقاء عرف عرضاً ومناقشة لفيلم “كيليكيس: دوار البوم”، بحضور مخرجه عز العرب العلوي لمحارزي، إلى جانب مشاركة نخبة من النقاد والباحثين، أبرزهم الدكتور مصطفى الويزي، أستاذ باحث في الصورة والإعلام، وهشام العيدي، الناقد السينمائي، فيما تولى الدكتور بوجمعة العوفي، رئيس المنتدى، تسيير الجلسة.
“دوار البوم” تجمع سكاني بين جبال الأطلس الكبير، يقضي سكانه حياتهم في التناوب على حراسة سجن يربطه بالدوار جسر معلق في الهواء على واد سحيق .
شخوص الفيلم اختلفت مداركها وتفرقت بها السبل واختلفت مصائرها ودفعتها الأقدار إلى أن تكتشف حقيقة أن “دوار البوم” ما هو في واقع الأمر إلا سجن كبير يضم الجميع، سجناء وحراسا وأسرا .
فتاة متعلمة في المدينة تسعى إلى أن تحارب الأمية في أوساط أطفال دوارها، ولكنها تواجه الجهل والعقليات المتحجرة، وترفض الزواج من شاب لا يعي واقعه، وتفر في ظروف صعبة رفقة من أرادته شريكا لحياتها، قبل أن يلقى حتفه هو الآخر، وتنجح في تهريب ملف في غاية الأهمية إلى خارج الدوار. كتب سيناريو الفيلم عز العرب العلوي لمحارزي، شخص أدوار الفيلم بالخصوص كل من محمد رزين وأمين الناجي وحسن باديدة وكمال كاظمي، ونعيمة المشرقي وراوية وأسماء الساوري ومحمد بوصبع ومحمد الصوصي العلوي وكنزة فريدو وجمال لعبابسي ومحمد طوير الجنة وحميد نجاح وعبدو المسناوي.
الفيلم، الذي نال إعجاب الحاضرين، يتناول بشكل درامي ومكثف فترة حساسة من التاريخ المغربي، من خلال فضاء خيالي يحمل اسم “كيليكيس”، وهو معتقل سري تتحول فيه تفاصيل الحياة اليومية إلى مرآة تعكس معاناة صامتة. ويسلط الفيلم الضوء على الصراع الإنساني بين المعتقلين والحراس، ويطرح أسئلة وجودية وأخلاقية تتعلق بالذاكرة والعدالة والكرامة.
وقد أجمع المتدخلون على قوة الفيلم من حيث البناء السردي واللغة البصرية المعتمدة، مؤكدين أن العمل يمثل نموذجاً للسينما الجادة التي تمزج بين الجمالية والرسالة.
وفي تصريح لجريدة تازاسيتي، قال مخرج الفيلم عز العرب العلوي لمحارزي: “فيلم كيليكيس ليس فقط عملاً سينمائياً، بل هو محاولة لتصالح الذات مع ذاكرتها، ولطرح الأسئلة التي ظلت معلّقة في وجدان أجيال. السينما بالنسبة لي أداة للبوح وللتفكير الجماعي، وأشكر منتدى افريواطو على هذا الفضاء الحر للنقاش.”
من جانبه، أكد رئيس المنتدى، الدكتور بوجمعة العوفي، أن هذه التظاهرة تندرج ضمن رؤية المنتدى الهادفة إلى ترسيخ ثقافة سينمائية مسؤولة، حيث قال: “نحن في منتدى افريواطو نؤمن بدور السينما كرافعة ثقافية وتربوية، وهذا اللقاء يندرج في صلب رؤيتنا لتعزيز الوعي الجمالي والنقدي لدى الجمهور المحلي، خصوصاً الشباب، عبر فتح حوار مباشر مع صناع الأفلام والنقاد، وأضاف المنتدى سطر برنامج سنوي افتتح اليوم بهذا اللقاء السينمائي، ويتضمن كذلك مهرجان دولي للسينما بتازة، ومجموعة من الورشات في التقنية السينمائية، ندوات دولية ووطنية، معرض للكتاب على أن نختتم برنامج 2025 بالأيام السينمائية حول “السينما والذاكرة”.
ويأتي هذا الموعد السينمائي كذلك ضمن البرنامج الوطني للجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب، الذي يهدف إلى تعزيز الثقافة السينمائية وتقريب الفن السابع من الجمهور، وبشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، تواصل الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب تنظيم سلسلة من الأنشطة الفنية والثقافية في مختلف جهات المملكة، وذلك خلال النصف الثاني من شهر أبريل الجاري.
ويتضمن البرنامج عروضًا سينمائية، لقاءات مفتوحة مع مخرجين، ورشات تكوينية، وتوقيع مؤلفات، تسهر على تنفيذها أندية سينمائية محلية تابعة للجامعة.