الرأي

سباق ربيع تازة وسيناريو الإلغاء المتكرر: عندما يقصى الحلم ويهمش الأمل

مرة أخرى، تمنى الرياضة وساكنة تازة بخيبة أمل جديدة بعد إعلان جمعية رياضة وصداقة لألعاب القوى عن إلغاء سباق “ربيع تازة” لمسافة 10 كلم، المزمع تنظيمه يوم 4 ماي 2025. الإلغاء جاء، كما جاء في بيان الجمعية، بما مفاده “إجراءات مفروضة من طرف الجامعة الملكية لألعاب القوى”، و”غياب ترخيص من السلطة المحلية”، ليضاف هذا القرار إلى سلسلة من الإلغاءات المتكررة التي صارت تضعف من ثقة المواطنين وتفقد المدينة فرصا اقتصادية وسياحية موسمية ثمينة.

إن هذا السباق، الذي راكم نجاحات في نسخ سابقة، ليس مجرد تظاهرة رياضية، بل مناسبة لتنشيط الدورة الاقتصادية للمدينة، وإنعاش قطاعي السياحة والترويج المحلي، إذ تستقطب مثل هذه الفعاليات زوارا من داخل وخارج الوطن، ما يعني فرص شغل مؤقتة، نشاطا فندقيا وتجاريا، وصورة حضارية لتازة على خريطة التظاهرات الوطنية.

غير أن واقع الحال يكشف عن عراقيل إدارية ومؤسساتية، تعرقل كل جهد مدني جاد نحو الإشعاع تارة بدعوى غياب الترخيص، وتارة باشتراطات “غير مفهومة” من جهات وصية، ما يطرح تساؤلات مشروعة: هل الأمر يتعلق فعلا بإجراءات تنظيمية أم أن تازة تدفع تدريجيًا نحو التهميش المتعمد؟ وكيف تلغى تظاهرة دون بدائل، في وقت تنفق فيه الملايين على تظاهرات أقل تأثيرا في مدن أخرى؟

إن الوقت قد حان لوقفة حقيقية من كل الفاعلين: السلطات المحلية، المجالس المنتخبة، الجامعة الملكية لألعاب القوى، وفعاليات المجتمع المدني، للعمل سويا على إزالة الحواجز البيروقراطية، وتوفير الدعم اللوجستيكي والمؤسساتي لكل المبادرات الرامية إلى إعادة تازة إلى موقعها الرياضي والريادي الطبيعي والتاريخي، فالإقصاء والتهميش لم يعودا مجرد شعور محلي، بل واقع يفرض نفسه وينذر بمزيد من الركود إن استمر الصمت والتجاهل.

إن إنقاذ مستقبل الرياضة والسياحة في تازة، يبدأ بتغيير العقليات، ومنح الثقة والحق في التنظيم، فمدن الأطلس والشرق لا تقل كفاءة أو جدارة عن نظيراتها الساحلية أو المركزية، وكل تأخير في هذا المسار هو خسارة لنا جميعا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى