الرأي

الانتخابات الجزئية للمجالس الترابية بإقليم تازة: هيمنة للاعتبارات الشخصية والروابط القبلية على حساب التوجهات السياسية

محمد التازي:

شهدت الانتخابات الجزئية للمجالس الترابية بإقليم تازة امس الثلاثاء مشهدًا انتخابيًا طغت عليه الاعتبارات الشخصية والروابط القبلية والعشائرية، متقدمةً على الاعتبارات السياسية والبرامج الحزبية، ما يطرح تساؤلات جدية حول طبيعة التمثيل المحلي ومدى تجاوبه مع التطلعات الديمقراطية للمواطنين.

وقد عكست نتائج هذه الانتخابات توجهاً ملحوظاً نحو التصويت على أساس القرابة والانتماء الاجتماعي، حيث برزت أسماء ووجوه محلية معروفة في أوساطها القبلية والعائلية، ما جعل الانتماء الحزبي يفقد بريقه، وتراجع معه النقاش السياسي لصالح الاصطفافات العائلية والمصالح الشخصية.

ويرى عدد من المتتبعين للشأن المحلي أن هذه الظاهرة ليست جديدة على المنطقة، لكنها باتت تتكرّس بشكل أكبر في غياب منافسة حقيقية بين البرامج السياسية، وانعدام الثقة لدى فئات واسعة من الناخبين في جدوى العملية الانتخابية كوسيلة للتغيير.

في المقابل، دعت فعاليات مدنية وحقوقية إلى ضرورة تعزيز الوعي الانتخابي لدى المواطنين، وتوفير شروط النزاهة والشفافية التي تضمن بروز كفاءات حقيقية، قادرة على النهوض بالشأن المحلي بعيدًا عن منطق الولاءات الضيقة.

وتبقى الانتخابات الترابية، رغم محدودية تأثيرها في السياسات الوطنية، محطة مهمة لترسيخ الممارسة الديمقراطية، ما يفرض على مختلف الفاعلين، سياسيين ومدنيين، العمل على تجديد الخطاب السياسي وربطه بقضايا المواطن اليومية، عوض الارتهان لمنطق الزبونية والانتماء القبلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى