أشاد الدكتور عبد الواحد بوبرية، نائب عميد الكلية متعددة التخصصات بتازة، بالقرار الملكي القاضي بإلغاء شعيرة ذبح أضحية العيد لسنة 2025، واصفًا إياه بالقرار الحكيم الذي يعكس تفهّم المؤسسة الملكية للواقع الاجتماعي والاقتصادي لفئة واسعة من المغاربة، لا سيما ذوي الدخل المحدود.
في تصريح خص به جريدة “تازاسيتي” أوضح الدكتور عبد الواحد بوبرية، نائب عميد الكلية متعددة التخصصات بتازة، أن الخطاب الملكي، الذي ألقاه وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بتكليف من جلالة الملك محمد السادس، تميز بالموضوعية في معالجة مسألة عيد الأضحى. فقد أكد جلالة الملك على ضرورة الحفاظ على طقوس العيد واحترام الشروط الدينية الإسلامية، رغم إلغاء شعيرة الذبح.
وأضاف أن القرار الملكي استند إلى عدد من العوامل المؤثرة، أبرزها الوضع المناخي الصعب الذي تشهده المملكة منذ عام 2017. فقد واجه المغرب سبع سنوات متتالية من الجفاف، مما أدى إلى تراجع كبير في الموارد المائية وانكماش المراعي، وهو ما انعكس سلبًا على الثروة الحيوانية. وتراجعت أعداد الماشية من الأغنام والماعز بنسبة 38% ما بين عامي 2016 و2024، وفقًا للإحصائيات الرسمية.
إلى جانب التحديات المناخية، زادت جائحة كوفيد-19 من تعقيد الوضع، حيث أثرت على الأنشطة الاقتصادية وعززت الطلب المتزايد على اللحوم بفعل النمو السكاني. وأدى ذلك إلى ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء بشكل غير مسبوق، حيث وصل سعر الكيلوغرام الواحد إلى 150 درهمًا، مما أثقل كاهل الأسر المغربية، خصوصًا الفئات ذات القدرة الشرائية المحدودة.
ورغم إلغاء شعيرة الذبح، يضيف الدكتور بوبرية شدد جلالة الملك محمد السادس على أهمية الاحتفال بعيد الأضحى باعتباره مناسبة دينية وروحانية تعزز الروابط الاجتماعية والعائلية. وأكد جلالته أن الحفاظ على هذه المناسبة يعكس تمسك المغاربة بالدين الإسلامي الحنيف، الذي يقوم على اليسر والمرونة، خاصة في الظروف الاستثنائية.
واختتم الدكتور بوبرية تصريحه بالتأكيد على أن هذا القرار ليس تراجعًا عن الشعائر الدينية، بل هو تكيّف واقعي ومسؤول مع الظروف الراهنة، ويعبر عن حرص القيادة الملكية على حماية المواطنين ودعمهم في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية.