في مشهدٍ فنيٍ يعجّ بالموجات الحديثة والإيقاعات السريعة، يبرز الفنان الشاب سامي الشرايطي كصوتٍ يحمل عبق الطرب الأصيل، مؤكدًا أن للفن الكلاسيكي مكانته الدائمة وجمهوره الوفي.
استطاع سامي الشرايطي بصوته الدافئ وأدائه المميز أن يلامس قلوب المستمعين، ويعيد للأذهان روائع الزمن الجميل، حيث يتجلى في أدائه صدق الإحساس وعمق الحرفة الفنية، الذي ورثه عن أب الأسرة الفنان عمر الشرايطي، مما جعله يحظى بتقدير متزايد من عشاق الموسيقى العربية.
وفي خطوةٍ هامةٍ في مسيرته، قدم الفنان المغربي الكبير نعمان لحلو سامي الشرايطي أمام الجمهور التازي على خشبة مسرح تازة العليا، في عرضٍ فنيٍ شهد تفاعلًا كبيرًا من الحضور. تميز الحفل بأداء سامي لمجموعةٍ من المقاطع الطربية التي لاقت استحسان الجمهور، حيث عاشوا معه لحظاتٍ طربيةٍ استثنائية ملؤها الحب والشغف بالفن الأصيل.
وفي حديثٍ إعلاميٍ سابق مع تازاسيتي، أشاد نعمان لحلو بموهبة سامي قائلاً: “في مدينة تازة فنان قادم بقوة”. شهادةٌ من فنانٍ بحجم لحلو تُعد دعمًا كبيرًا لمسيرة سامي الشرايطي، وتؤكد أن موهبته ليست وليدة الصدفة، بل هي ثمرة اجتهادٍ وتفانٍ في تقديم الأفضل.
وضمن برنامج نجوم الغد الذي يبث على قناة SBC السعودية في موسمه الأول، أبهر سامي الشرايطي الجمهور بأدائه الرائع لأغنية “أنا بانتظارك” لكوكب الشرق أم كلثوم، حيث جعل لجنة التحكيم تقف منبهرةً بأدائه المذهل. كما سبق له أن خطف الأنظار في أولى حلقات أحد البرامج الفنية الشهيرة حين أبدع في أداء أغنية “أنساك”، ليؤكد مرةً أخرى قدرته على مزج الأصالة بالحداثة بأسلوبٍ فنيٍ متفرد.
جديرٌ بالذكر أن سامي الشرايطي كان قد شارك في الموسم الثاني من برنامج “ذا فويس كيدز” سنة 2017، إذ كان يبلغ من العمر سبع سنوات فقط. ورغم عدم تخطيه مرحلة الصوت في ذلك الوقت، إلا أن ذلك لم يُثنه عن تطوير موهبته، ليصبح اليوم من أبرز المواهب الشابة في الساحة الفنية.
وفي لفتةٍ غير مسبوقة، أبدى رئيس الهيئة العامة للترفيه بالمملكة العربية السعودية، تركي آل الشيخ، اهتمامه بموهبة سامي الشرايطي، حيث نشر على حسابه الرسمي في “فيسبوك” مناشدةً لكل من يعرف سامي لمساعدته في الوصول إليه. وأرفق المنشور بمقطع فيديو لسامي وهو يغني، في إطار جهود الهيئة لدعم وتشجيع المواهب الفنية الواعدة.
إن الطريق أمام سامي الشرايطي يبدو مفتوحًا نحو مزيدٍ من التألق والنجاح، خاصةً إذا واصل تقديم الفن الراقي الذي يُحيي الروح ويُبقي على هوية الطرب العربي العريق. فالجمهور العربي اليوم بحاجةٍ إلى مثل هذه الأصوات التي تُعيد التوازن إلى الساحة الفنية، وتُذكرنا بجماليات الفن الذي لا يُمحى بمرور الزمن.
بهذا الزخم الفني والدعم المتزايد، يبقى سامي الشرايطي نموذجًا حيًا للإصرار والشغف، مؤكدًا أن النجومية الحقيقية تُبنى على أساس الموهبة الحقيقية والعمل الجاد، وأن الفن الأصيل قادرٌ على إضاءة دروب النجاح مهما تبدلت أذواق الساحة الفنية.