شهد المسرح الكبير بمدينة تازة العليا، مساء الثلاثاء، أمسية فنية مميزة نظمها منتدى زرياب للموسيقى والفنون، احتفاء برأس السنة الأمازيغية 2975. وقد تزامنت هذه الفعالية مع ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، مما أضفى على المناسبة طابعًا وطنيًا وتاريخيًا خاصًا.
فقرات فنية متنوعة
تميزت الأمسية بحضور باقة من أبرز الفنانين المغاربة، حيث قدمت مجموعة “إلوقاح ن الشيخ عياد” والفنان حميد بوشناق، إلى جانب عزالدين الزاهر، عروضًا فنية رائعة مزجت بين ألحان “أحيدوس” التقليدية والموسيقى الأمازيغية العصرية، مما أضفى أجواء احتفالية أبهرت الحضور.
رسائل ثقافية وطنية
في تصريح خاص، أكد رئيس منتدى زرياب، عزالدين الزاهر، أن الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة يعكس التنوع الثقافي الغني الذي يتميز به المغرب، مشيرًا إلى أن المنتدى يسعى لتعزيز قيم الوحدة الوطنية والتعايش الثقافي من خلال فعالياته. وأضاف أن هذه المناسبة التاريخية تعبر عن التمازج الحضاري الذي يجمع كل مكونات الهوية المغربية.
من جانبها، صرحت مونية الإدريسي الداودي، رئيسة جمعية النور لدعم النساء والأطفال في وضعية صعبة، بأن إقرار رأس السنة الأمازيغية كعطلة رسمية مؤدى عنها يترجم جهود الدولة في ترسيخ الاعتراف بالثقافة الأمازيغية. وأشارت إلى أن هذا الاحتفاء يعزز الهوية الوطنية ويعبر عن غنى التراث المغربي المتنوع.
مناسبة تاريخية وثقافية
رأس السنة الأمازيغية، أو “إيض يناير”، يشكل رمزًا ثقافيًا وتاريخيًا يحتفي به المغاربة كتأكيد على هويتهم الوطنية. ويأتي هذا الاحتفال كجزء من المساعي الوطنية للاعتزاز بالتراث وتعزيز التعدد الثقافي، انسجامًا مع الدستور المغربي لعام 2011 الذي اعترف باللغة الأمازيغية كلغة رسمية إلى جانب العربية.
بهذا، يظل منتدى زرياب للموسيقى والفنون نموذجًا للمبادرات الثقافية التي تجمع بين الفن والتراث، مع تعزيز قيم الوحدة الوطنية والاعتزاز بالتنوع الثقافي المغربي.