الثقافية

تتويج الفيلم المغربي “تباين” بالجائزة الكبرى في المهرجان الدولي لسينما المقهى بتازة

أسدل الستار مساء الثلاثاء 17 دجنبر 2024، على الدورة التاسعة من المهرجان الدولي لسينما المقهى بمدينة تازة، حيث توج الفيلم المغربي “تباين” للمخرج هلال العزوزي بالجائزة الكبرى للمهرجان في نسخته الفضية، في احتفاء يعكس تألق السينما المغربية وإمكاناتها المتنامية.

شهدت التظاهرة السينمائية توزيع عدة جوائز مرموقة، حيث فازت المخرجة المغربية عبير فتحوني بجائزة أفضل سيناريو عن فيلمها “أيام رمادية”، بينما توج الفيلم التونسي “اثنان في واحد” لمخرجته خلود المثلوثي بجائزة الذكاء الاصطناعي. من جهة أخرى، حصل الفيلم السوري “وايت كول” للمخرج ياسر حمزة على جائزة محمد عصفور.
لجنة التحكيم خصصت أيضًا جائزتين للتنويه: الأولى للممثلة الواعدة رباب زراك عن دورها في فيلم “Absence”، والثانية للمخرج سليمان طلحي عن فيلمه “Une Absence”.

لجنة التحكيم التي ترأسها الفنان المغربي عبد الرحيم المنياري وضمت الفنانة التشكيلية الفرنسية مونيك لاتوش والإعلامي عزيز باكوش، أوصت بضرورة الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في الصناعة السينمائية. كما دعت إلى استلهام هذه التقنيات لابتكار صور وسيناريوهات ملهمة تُحدث طفرة نوعية في الإبداع السينمائي.

ومن بين توصيات اللجنة، تم التأكيد على أهمية إشراك المجتمع المدني من جمعيات وهيئات تعليمية وثقافية بمدينة تازة ومحيطها. كما اقترحت اللجنة التنسيق مع المركز السينمائي المغربي لتنظيم قافلة سينمائية على مدار السنة تستهدف المناطق النائية، ضمن برنامج متفق عليه مع الجمعية المنظمة.

تميزت الدورة التاسعة بمسابقة سيناريو خاصة أسفرت عن تتويج عدد من الأعمال الإبداعية:

الجائزة الأولى: سيناريو “Tiffugna” للكاتب عبد العزيز مني.

الجائزة الثانية: سيناريو الإثارة والغموض “متكأ” للكاتبة يارا سمير محمود صالح عبيد.

الجائزة الثالثة: سيناريو “تواصل” للكاتب عمرو علي، الذي جسد فكرة الذكاء الاصطناعي.

في تصريح لجريدة “تازاسيتي”، أكد عبد الرحيم المنياري أن الأفلام المغربية المشاركة أصبحت تفرض نفسها بقوة، مما يشير إلى مستقبل واعد للسينما المغربية. وأضاف أن اللجنة اعتمدت على معايير دقيقة لتقييم الأفلام، مثل جودة السيناريو، الصورة، الموسيقى، والتكامل الفني الذي يخلق تجربة سينمائية ممتعة.

أقيمت الدورة التاسعة تحت شعار “السينما وتحديات الذكاء الاصطناعي”، وشهدت لحظات إبداعية جمعت بين المتعة الجمالية والثقافية. وتخللتها أنشطة متنوعة، شملت عروضًا سينمائية في دور الرعاية الاجتماعية ودار العجزة والسجن المحلي، إلى جانب ندوات فكرية، ورشات تدريبية، وحفل توقيع كتاب، إضافة إلى ماستر كلاس قدمه خبراء في مجال السينما.

توجت هذه الدورة بتكريم مجموعة من الفنانين والمبدعين، اعترافًا بمساراتهم الفنية والسينمائية المميزة، في مشهد يعكس الوفاء للإبداع السينمائي الذي يجمع بين أصالة الفن وتحديات العصر الحديث.

تميزت النسخة الفضية من المهرجان الدولي لسينما المقهى بتازة بتألق السينما المغربية والعربية، مع تعزيز الحوار الثقافي والفني، وهو ما يجعل المهرجان منبرًا للإبداع ومناسبة لتسليط الضوء على قضايا الفن والذكاء الاصطناعي في عالم السينما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى