إصدار جديد للدكتور إبراهيم العمري: قراءة معمّقة في النص الرقمي وأبعاده الأدبية

فيصل اليعقوبي

صدر حديثاً عن دار الموسوعة للطباعة والنشر والتوزيع كتاب جديد للدكتور إبراهيم العمري بعنوان “النص الرقمي: أصول المفهوم والتجليات الأدبية”، وقد زُيِّن غلاف الكتاب بلوحة فنية من إبداع الفنان التشكيلي المغربي عزيز أزغاي. يقع الكتاب في 274 صفحة، ويقدّم دراسة معمّقة حول مفهوم النص الرقمي، تطوراته، وأبعاده الأدبية.

في مقدمة الكتاب، يؤكد الدكتور العمري أن الهدف الأساسي من هذا العمل هو تقريب مفهوم النص الرقمي إلى القارئ العربي مع الحرص على تجنب الالتباس أو تحميل المصطلح دلالات لا يحتملها. يقول:

> “غايتنا في نهاية المطاف هي النأي قدر المستطاع عن تلبيس المفهوم، وتحميله ما لا يحتمل بجعله دالاً على كل ما يميز الحداثة المعاصرة أو منتجاتها الرقمية. فالدال على كل شيء لا يفضي في الأخير إلى أي شيء”.

يعتمد المؤلف منهجية تجمع بين العودة إلى الأصول الأولى للمفهوم والاعتماد على تحديداته المتقدمة نسبياً دون إغفال غيرها. ويسعى الكتاب إلى استعراض الأجواء التي نشأ فيها النص الرقمي، التمثلات التي صاحبته، والمحاولات اللاحقة لفهمه وتحديد دلالاته. يرى الدكتور العمري أن هذه المراحل توازي، إلى حد كبير، التحديات التي يواجهها العالم العربي في محاولته لامتلاك المعرفة الرقمية وتطبيقها في مختلف مجالات الحياة.

يرى الدكتور العمري أن التحول الرقمي الجارف الذي طاول مختلف المجالات لم يستثنَ الأدب، بل أصبح محوراً للتساؤل والبحث. وفي هذا السياق، يفتح الكتاب أفقاً للنقاش الأكاديمي حول طبيعة هذا التحول، مستعرضاً أسئلة جوهرية تتعلق بأثر الرقمية على النصوص الأدبية، وكيفية تفاعلها مع القارئ العربي.

يدعو الكتاب إلى تضافر الجهود بين الأكاديميين والباحثين لفهم المفاهيم الرقمية وترسيخها في الفكر العربي، مؤكداً أن ذلك يُعتبر خطوة أساسية نحو امتلاك الأدوات اللازمة للولوج إلى عالم الرقمية وممارستها بشكل فعّال.

“النص الرقمي: أصول المفهوم والتجليات الأدبية” ليس مجرد دراسة نقدية، بل هو دعوة صريحة لفهم أعمق لعصر الرقمية وأثره على الأدب، وإعادة النظر في البديهيات التي تحكم علاقتنا بالنصوص في ظل التحولات الرقمية الكبرى.