
شهدت مدينة تازة العليا، يوم أمس الخميس، افتتاح قيسارية الطرافين الوقفية، وذلك في إطار تخليد الذكرى الـ69 لعيد الاستقلال المجيد، بحضور عامل إقليم تازة، مصطفى المعزة، وناظر الأوقاف، ياسين الزكريتي، إلى جانب عدد من الشخصيات العسكرية والمدنية.
يهدف هذا المشروع، الذي أُنشئ بتكلفة إجمالية تجاوزت 15 مليون درهم، إلى النهوض بقطاع الصناعة التقليدية، وتحسين بيئة عمل الطرافين في المدينة العتيقة. ويتألف المشروع من طابقين يضمان 130 محلاً تجارياً، قاعات للصلاة، مرافق صحية، ومقهى، ما يوفر بيئة متكاملة للحرفيين.
تم إنجاز القيسارية في إطار شراكة بين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وعمالة إقليم تازة، والمجالس المحلية، والجمعية المهنية لسوق الطرافين. وخصصت وزارة الأوقاف أكثر من مليون درهم لدراسات المشروع، الذي يأتي تنفيذاً للتوجيهات الملكية السامية الداعية إلى تطوير الوقف وضمان إسهامه في التنمية المستدامة.
صرح ناظر الأوقاف بتازة، ياسين الزكريتي، بأن المشروع يعكس الرؤية الملكية الرامية لتحفيز الصناع التقليديين وتعزيز إبداعهم. وأكد على دور الوقف في دعم الحرف التقليدية داخل المدن العتيقة ضمن استراتيجية “رؤية 2030”.
من جانبه، أوضح إدريس الملولي، نائب رئيس غرفة الصناعة التقليدية لجهة فاس مكناس، أن هذا المشروع يمثل نقلة نوعية في تحسين ظروف عمل الحرفيين، خاصة الطرافين، الذين عانوا طويلاً من بيئة عمل غير ملائمة.
أعرب عبد الجبار البورقادي، رئيس الجمعية المهنية للصناع التقليديين، عن سعادته بتحقيق حلم تحسين ظروف عمل الحرفيين، مشيراً إلى أن القيسارية الجديدة توفر بنية تحتية عالية الجودة تدعم استقرار واستمرارية هذه الحرفة.
عبّر الحرفيون المستفيدون عن فرحتهم بهذا المشروع الذي يُعد دفعة قوية لإبداعهم وحرفيتهم، مؤكدين أن القيسارية الوقفية ستسهم في الحفاظ على مهن تقليدية تواجه خطر الاندثار.
قيسارية الطرافين الوقفية ليست فقط مشروعاً عمرانياً، بل نموذج حيّ للوقف كأداة تنموية تعزز الهوية الثقافية والاقتصادية للمدن العتيقة.