تخليدا لذكرى ملحمة ثورة الملك والشعب، وعيد الشباب المجيد، وتحت شعار “مغراوة عبر الأجيال والآفاق المستقبلية”، نظمت جمعية مغراوة للتعاون والتنمية المستدامة النسخة الثانية للملتقى المغراوي الثقافي والاجتماعي والتواصلي، وذلك يومه الأحد 18 غشت 2024.
وتميز الملتقى بالكلمة الافتتاحية لرئيس الجمعية، الحسين ياسين، رحب من خلالها بالحاضرين الذين لبوا الدعوة من أبناء المنطقة، مؤكدا على أهمية الملتقى الذي يجمع أبناء مغراوة من أبناء المهجر وعبر بروع الوطن، والذي يعد مناسبة لطرح الأفكار من أجل النهوض بالمنطقة والتعريف بها سياحيا.
الملتقى عرف تنظيم ندوة فكرية ناقش خلالها المشاركون، موضوع “مغراوة عبر الأجيال والآفاق المستقبلية” من زوايا مختلفة، سواء من حيث تأثر وتأقلم الأجيال مع بيئة مغراوة التي تقع في مقدمة جبال الريف، المتكونة من جغرافية طبيعية صعبة التضاريس ووعورتها ها المتقلب وتوالي سنوات الجفاف، أومن حيث نزوح وهجرة الأجيال للمنطقة داخل وخارج الوطن، إلا أن ذلك لم ينسي أبناء المنطقة بانخراطها بقيم التعاون والتضامن، والتنمية والدفاع عن قضايا المغرب بالداخل والخارج، وآفاق وسبل التنمية المستدامة في مغراوة.
الندوة التي عمل على إدارتها وتسييرها ياسين بلقاسم، قدم من خلال مداخلته، كمغربي مغراوي مقيم في أوروبا، منسق وطني لشبكة جمعيات الجالية المغربية بإيطاليا ومسؤول العلاقات الدولية للفضاء المغربي الإيطالي للتضامن، شهادات مؤسسات وكتابات إيطالية تشيد بالمساهمات الجبارة والطلائعية للجنود المغاربة ومنهم أبناء مغراوة في تحرير إيطاليا من النازية والفاشية ومساهمات متعددة الأبعاد للجالية في تنمية أوروبا.، وأكد على أن مشاركة الجنود المغاربة في تحرير أوروبا من النازية والفاشية جاءت بناءا على تعليمات سامية للمغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه في الجنة.
وأشار ياسين بلقاسم إلى تمثيل رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، يوم 15 غشت 2024، في الذكرى الثمانين لإنزال جنود الحلفاء في بروفانص الفرنسية خلال الحرب العالمية الثانية.
وأشار كذلك أن التاريخ لم يدون مساهمات الجنود المغاربة بالروح والرصاص في تحرير أوروبا، مبرزا الدور الذي لعبته الجالية المغربية منها المغراوية ولازالت تلعبه في بناء الاقتصاد والبنية التحتية لأوروبا التي خرجت منهكة إبان الحرب العالمية الثانية ولا زالت إلى يومنا هذا”، كما أشاد ياسين بلقاسم، بالجالية المغربية المقيمة بالخارج ومنها أبناء مغراوة على ما تقوم به من إشعاع ثقافي، وحوار بين الثقافات والتحسيس والدفاع عن قضايا العليا للبلاد ومنها القضية الوطنية الأولى، قضية الصحراء المغربية.
الندوة عرفت تدخلات هامة حول قضايا تهم المنطقة المتعلقة بالتضامن الاجتماعي وبمشروع الماء الصالح للشرب الذي لم ير النور بعد، وحول ضرورة تعزيز البنيات التحتية، وإصلاح الطرق والمسالك، انطلاقا من الطريق الرئيسية إلى القصبة، باب لقطع، الربايب، العرقوب، شعشوع وغيرها من المداشير.
كما تناول المتدخلون قضية واد تارماست الذي يهدد الساكنة خلال الفيضانات وضرورة بناء قنطرة في أربيب حلوة. وتوفير مستوصف محلي في تارماست.
ويرى المتدخلون أن هذه القضايا تتطلب تدخلا سريعا من طرف مجلس الجماعة والمجلس الإقليمي وجهة فاس مكناس والحكومة.
وتخلل الملتقى مجموعة من الفقرات، والتي توجت بتناول الطعام جماعة، وحصص من القراءات الجماعية للقرآن الكريم ووصلات من الفلكلور المحلي، ليختتم برفع برقية الإخلاص والولاء للسدة بالله جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
كما جدد المشاركون الشكر والتقدير للسيد عياد حمداش، من الجيل الثاني للجالية المغربية المقيمة بفرنسا على حسن الاستقبال والضيافة، الذي وضع داره وجميع المرافق المنزلية رهن إشارة الملتقى.