
عن جريدة الصباح الصادرة يومي السبت والأحد 27 و28 يوليوز 2024:
حميد الأبيض
تسجيل حالات متكررة ضد أطفال ومسنين وجمعية حقوقية تدق ناقوس الخطر وتطالب بالتدخل
أحيى اعتداء مختل على شاب بالشارع العام بتازة مصيبا إياه في رأسه بحجر رشقه به، غضب فعاليات وجمعيات مدنية طالبت المسؤولين بالتدخل العاجل لإيجاد حل للظاهرة التي استشرت بعدما أغرقت المدينة بالعشرات منهم في ظروف غامضة، بعضهم عدواني ولا يتوانى في إيذاء كل من يصادفه في طريقه.
ويؤرق مشكل الانتشار الواسع للمختلين والمرضى النفسيين في مختلف الأحياء واعتداءاتهم المتكررة على المارة، خاصة الأطفال منهم والشيوخ، سكان المدينة وزوارها الذين طالما عاينوا بعضهم يقومون بحركات وتصرفات غريبة ويثيرون الفوضى بالشارع ويتسببون في خسائر مادية لمحلات تجارية داخل الأحياء.
وليست المرة الأولى التي يعتدي فيها مختل على ضحية، بل سبق لأحدهم أن أرعب طفلا صغيرا أصابه وتسبب له في تورم في عينه، بعدما جرح أيضا شخصا مسنا كان متكئا يأخذ قسطا من الراحة بمكان بالشارع، قبل أن يهاجمه ويباغته، إذ ضربه بحجر في رأسه تسبب له في جرح غائر في جبينه، ما كاد يودي بحياته قبل إنقاذه .
وأثار المختل نفسه الرعب في صفوف المارة، خاصة أمام تداول أخبار عن اعتداءات أخرى نفذها في فترات سابقة ولاحقة لذلك، فيما كسر مختل آخر زجاج 3 سيارات في ظرف وجيز بعدما كانت مركونة بالشارع العام بحي القدس الأول، دون أن تنفع صيحات السكان طلبا لتدخل الجهات المعنية لتجنيبهم كارثة وشيكة.
وقالت المصادر إن عدة شكايات قدمت إلى الجهات المعنية بعد تكرار مثل هذه الأعمال التخريبية من قبله، لكن “المختل ما زال حرا طليقا يصول ويجول في الأحياء”، متسائلة عمن يحمي ممتلكات المواطنين من تصرفات مثل هؤلاء المختلين الذين تنتابهم حالات نفسية يهاجمون فيها كل من يصادفون في طريقهم.
ودق فرع تازة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان ناقوس الخطر لاستفحال الظاهرة، ودعا الجهات المختصة من وزارة الصحة والسلطات الإقليمية والمحلية والمنتخبة، لتحمل مسؤولياتها في الموضوع، مطالبا بضرورة نقل هذه الفئة إلى مراكز الإيواء الخاصة لحمايتهم والاهتمام بهم، خاصة أنها تشكل خطرا على نفسها وعلى الآخرين.
وذكر بتعرض مواطنين وسط المدينة، لاعتداءات من قبل مختل يصول ويجول عاريا، مشيرا إلى أنه يتابع عن كثب ظاهرة ما أسماه “الشماكرية” والمختلين الذين “لا تكاد تخلو شوارع تازة منهم” و”أرخت بظلالها بشكل ملفت للنظر دون معالجة أمنية أو صحية، ما يهدد سلامة وأمن المواطنين في مختلف المواقع”.
وقالت لجنة الإعلام والتواصل بالجمعية إن بعض المختلين يرتكبون سلوكات خطيرة تهدد سلامة الأفراد والممتلكات”، و”أضحى وجود المختلين نفسيا وعقليا أمرا روتينيا دون أن تتدخل السلطات المعنية”، ملاحظة أن عدد المختلين عقليا ارتفع بشكل ملحوظ بالمدينة في الفترة الأخيرة، ما يهدد حياة السكان.
ورأت أن مجال الصحة العقلية والنفسية بالمدينة والإقليم لا يحظى بالاهتمام الكافي رغم ارتفاع نسبة الأمراض النفسية والعقلية والانتحارات، مؤكدة أن السياسة الصحية في المجال “تبدو قاصرة عن توفير الرعاية الكافية للمرضى نفسيا وعقليا وحمايتهم”، مذكرة بتفريغ حافلة من المختلين بالمدخل الغربي للمدينة.
ح. أ (فاس)